وسط تصعيد متبادل، هددت المفوضية الأوروبية بتشديد العقوبات واتخاذ «إجراءات غير مسبوقة» ضد روسيا، رداً على تصعيد «تصرفاتها العدائية ضد أوكرانيا».وكشفت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، أمام البرلمان الأوروبي، أمس (الأربعاء)، أن الاتحاد الأوروبي عمل بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة لوضع خيارات يفوق تأثيرها العقوبات الحالية، التي تستهدف قطاعات المال والطاقة والدفاع والسلع ذات الاستخدام المزدوج في روسيا. وقالت للمشرعين الأوروبيين: «ردنا على أي تجاوز آخر قد يأتي على شكل تصعيد قوي في منظومة العقوبات القائمة وتوسيع نطاقها». وأضافت: نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية غير مسبوقة ستكون لها عواقب وخيمة على روسيا. وردت موسكو على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، بتحذير من أنها سترد «عسكريا» وتنشر أسلحة نووية تكتيكية إذا لم يتعهد حلف شمال الأطلسي بإنهاء توسعه شرقاً. وأعرب عن أمله في أن تبدي الولاياتالمتحدة اهتماماً عملياً بفكرة موسكو الخاصة فيما يتعلق بالضمانات الأمنية. كما التقت المسؤولة الأمريكية نائب رئيس إدارة الرئاسة الروسية ديمتري كوزاك. وكان ريابكوف حذر من أنه «إذا لم يستجب الناتو والولاياتالمتحدة لمطلب روسيا بضمانات أمنية، فقد يؤدي ذلك إلى مرحلة جديدة من المواجهة». واعتبر موقع «صوت أمريكا» أن تصريحات تزيد المخاطر في المواجهة بين روسيا والقوى الغربية بعد أيام على مؤتمر افتراضي عقده الرئيسان جو بايدن وفلاديمير بوتين لنزع فتيل أزمة متنامية بشأن التحركات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية، إذ يقدر أن الكرملين حشد نحو ال100 ألف جندي. بالمقابل، بحث مسؤولون روس مع نظرائهم الأمريكيين، أمس في موسكو، الطلب الروسي حول مسألة «الضمانات الأمنية» وملف أوكرانيا. وأجرت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية كارين دونفريد مناقشات مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بحضور السفير الأمريكي في موسكو جون سوليفان. وحذر مشرعون أمريكيون بعد زيارة إلى أوكرانيا، من أن تهديدات واشنطن بعقوبات ومناولة دبلوماسية لا تكفي لردع بوتين عن شن غزو محتمل. وزارت مجموعة من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين كييف، يومي (السبت والأحد)، والتقوا بقائد القوات الخاصة الأوكرانية والمشغلين الخاصين الأمريكيين وقوات الحرس الوطني الذين كانوا يساعدون الجيش الأوكراني في التدريب. ووصفوا الوضع ب«المقلق للغاية» ودعوا البيت الأبيض إلى تسريع تسليم الأسلحة إلى القوات الأوكرانية على أمل درء الغزو الروسي. وقال النائب الجمهوري مايكل والتز (الثلاثاء)، إن الوعد باتخاذ إجراءات صارمة بعد وقوع غزو لن يكون مفيدا كثيراً فيما يتعلق بحسابات بوتين.