للأمانة التاريخية، قدمت الأندية الأدبية، خدمات جليلة ومؤثرة للأدب والثقافة السعودية والعربية بشكل عام خلال العقود الخمسة الماضية، ولاسيما في مجال المطبوعات والدوريات والملتقيات. ومن جهة أخرى لا يمكن أن نضع الأندية جميعها في سلة واحدة، فهناك أندية عدة، متميزة وأخرى متواضعة، وأندية تتفوق في مجال معين أو أكثر مثل الطباعة أو المهرجانات السنوية أو المنشورات أو الفعاليات الأسبوعية أو الدورات التدريبية والورش أو الشراكات مع المؤسسات الحكومية والأهلية وغير ذلك. والمتابع للأندية يلاحظ أنها قد واجهت عقبات كثيرة مع اختلافها من نادٍ إلى آخر ومنها: - ضعف الحضور الجماهيري. - خلافات بعض الأعضاء. - نمطية بعض النشاطات والفعاليات وتكرار بعضها وتكرار بعض الأسماء. - اعتمادها على الدعم الحكومي السنوي، مع بعض الاستثناءات. - عدم الانفتاح على المجتمع بمختلف فئاته لدى بعضها. - كثافة عدد الأدباء في محيط بعض الأندية، ومحدوديتهم، في محيط بعضها الآخر. - ضعف بعض إداراتها. - عدم وجود روزنامة سنوية للفعاليات الكبرى للأندية. - ضعف التعاون بين الأندية وبخاصة القريبة من بعضها لإقامة فعاليات كبرى مشتركة. - عدم اعتماد تحديث لائحتها رغم المحاولات السابقة قبل إنشاء وزارة الثقافة. وقبل كل ذلك يبدو أن وزارة الثقافة غير مهتمة بوضعها الحالي لأنها لا تتماشى مع أهداف وإستراتيجية الوزارة، فاتجهت إلى تأسيس عدة جمعيات مهنية متخصصة بالتنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ منها جمعية الأدب التابعة لهيئة الادب والنشر والترجمة. من هنا فإنه بات من المهم أن تحاول الأندية من خلال جمعياتها العمومية تعديل أوضاعها النظامية ضمن منظومة الجمعيات المعتمدة من مجلس الوزراء التي وضعت لائحتها التنفيذية وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فيمكن من خلال عدد من أعضاء كل جمعية عمومية التقدم للوزارة لتحويلها لنظام الجمعيات، ويمكن بعد ذلك أن تواصل هذه الأندية نشاطاتها وفعالياتها ضمن نظام الجمعيات، وتوسيع دوائر شراكاتها المجتمعية والبحث عن الرعاة وتنويع الاهتمامات وحل المشكلات القديمة لها، والبحث الجاد عن آليات مناسبة للاستثمار الثقافي حسب الإمكان، والرفع من مستوى الشراكة فيما بينها عند تحويلها لجمعيات ولا سيما القريبة من بعضها جغرافيا.