يشهد العالم تقدماً في تقنية وثورة المعلومات وزحفاً نحو الانفتاح الرقمي في شتّى المجالات مما أسهم في تطوير كافة المجالات بشكل أسرع وملحوظ وعزّز ورفع مستوى الثقافة والمعرفة لمستخدمي التقنية، إلا أن الاستخدامات غير المُثلى لهذه التقنيات أفرزت العديد من المخاطر الأمنية التي تواجه الفرد والمجتمع كاستخدام هذه التقنيات كوسيلة لارتكاب بعض الجرائم المعلوماتية أو مخاطر صحية ونفسية واجتماعية. تولّد مفهوم المواطنة الرقمية نتيجة ظهور وسائل تقنية حديثة فرضت على المواطن أنماط حياة مختلفة للتعامل مع هذه التقنيات بالشكل الآمن والأمثل. وفي هذا السياق، أكد أخصائي الأمن السيبراني المهندس بندر الغامدي ل«عكاظ» بأن المواطنة الرقمية يُعنى بها مجموعة من المهارات والمعايير والقواعد السلوكية والآمنة التي يحتاجها المواطن عند استخدامه التقنيات الرقمية في الفضاء الرقمي وذلك لتحقيق مبدأ الاستخدام الإيجابي والفعّال. وقال الغامدي: من أهداف المواطنة الرقمية، تنمية الوعي بالقيم والحقوق والواجبات والمسؤوليات تجاه القضايا الاجتماعية والقانونية والأمنية، وخلق جيل يتعامل مع الفضاء الرقمي بطريقة ذكية وآمنة. وتابع: توصل الباحثون في المواطنة الرقمية إلى تحديد عدة عناصر للمواطنة الرقمية على رأسها محو الأمية الرقمية بعملية التعليم وتعلّم استخدام التقنيات بشكل واعٍ، والإتاحة الرقمية للجميع بدون استثناء بتحقيق فرص الوصول والانخراط في المجتمع الرقمي، والاتصال الرقمي الذي يقصد فيها إدراك وسائل الاتصال الرقمية المختلفة واستخداماتها وفق قواعد سليمة علاوة على الحقوق والمسؤوليات بالالتزام بسياسة الاستخدام المقبول في العالم الرقمي وتوعية المستخدمين بالحقوق والمسؤوليات في العالم الرقمي.