يخطط نادي الإبل إلى تحويل قطاع ورياضة الهجن من مجرد موروث ثقافي وشعبي إلى مناخ استثماري جاذب لرؤوس الأموال وإلى كيانات اقتصادية تطبق المعايير والمفاهيم التجارية. رئيس اللجنة الاقتصادية في النادي الأمير عبدالرحمن بن خالد بن مساعد بن عبدالعزيز، يرى أن الوقت حان لتنفيذ المبادرات الخاصة بربحية القطاع وجاذبيته، مبيناً في حديثه الخاص ل«عكاظ» أن اللجنة الاقتصادية في نادي الإبل معنية بإيجاد مناخ اقتصادي واضح بين المستثمر والمالك، وبين القطاع نفسه، في ما يدخل فيه من مهرجانات ومزادات، وبين الشركات والمؤسسات المتخصصة. وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية في نادي الإبل قدرة السوق السعودية لاستيعاب رؤوس الأموال الخليجية والعربية والعالمية وعقد شراكات واعدة في قطاع الإبل، مشيراً في تفاصيل الحوار إلى أن التشريعات والإجراءات الخاصة التي ينفّذها مجلس إدارة نادي الإبل حول حفظ السلالات وحمايتها وتنميتها سيؤدي إلى استقطاب مزيد من الراغبين الدخول للاستثمار في القطاع. • ماذا يعني أن يكون هناك اقتصاديات للإبل؟ •• الواقع أن ذلك يعني الكثير، فمجال الاستثمار في الإبل واسع جداً وليس له حدود عبر حليبها ولحومها وجلودها سواء كان ذلك في الجوانب الغذائية أو في الأغراض الطبية والتجميلية أو حتى في قطاع الملبوسات والأزياء، ناهيك عن حركة البيع والشراء للإبل ذاتها التي تبلغ نحو 20 مليار ريال كأحجام تداول سنوية. ولهذا أتى تأسيس اللجنة الاقتصادية في نادي الإبل بتوجيه من رئيس مجلس الإدارة فهد بن حثلين لكي نهيئ الأرضية الكاملة المبنية على أسس اقتصادية سليمة للمُلاّك وللمستثمرين وللمتعاملين كافّة. • لماذا تبدو تحركاتكم شاملة لأكثر من جانب؟ •• عليك أن تعلم أن اللجنة الاقتصادية في نادي الإبل معنية بإيجاد مناخ اقتصادي واضح بين المستثمر والمالك وبين القطاع نفسه في ما يدخل فيه من مهرجانات ومزادات وبين الشركات والمؤسسات المتخصصة، لذا نحن نعمل مع الجميع وفق سن التشريعات وفتح قنوات التواصل مع الجهات ذات العلاقة ونسعى لجعل العملية الاقتصادية المرتبطة بالإبل ذات بعد تجاري دون إغفال أن الأمر ينطلق من موروث ثقافي عريق وعلاقة أصيلة بين الإبل وأهلها ونحن نخطط وننفّذ على نحوِ دؤوب لتكوين سلاسل من المنفعة للفرد المُربّي العادي وللمالك المقتني النوادر وللمستثمر الراغب بتشغيل أمواله في القطاع وللشركات التي لديها جوانب تشغيل لكل ما هو متداخل مع الإبل بما في ذلك المصانع المحليّة والخارجية، وقد عقدنا مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع أجهزة ومنشآت ومع الغرف التجارية ومع أسماء تجارية كبيرة التي نؤمن أنها ستحقق النتائج في القريب العاجل. • ما هو الهدف من نشر مزادات الإبل في المناطق؟ •• الهدف الدائم لنا هو فتح الفرص للجميع، فالمملكة لديها تنوّع هائل حتى في أنواع الإبل، إذ إن إبل الوسط والشمال والشرق تختلف عن إبل الجنوب وهناك أصناف متعدّدة ونحن نشجع الجميع على الدخول في المزادات والمهرجانات ولدينا مسوحات مع إمارات المناطق والأمانات عن فتحنا لفرص عمل وتنظيم أسواق والدفع بالحراك الاقتصادي للمحافظات والمدن، وكلنا يرى أن ذلك واجب قبل أن يكون جذباً مدروساً، وتركيزنا في ذلك مستمر والتوسع يتم وفق خطوات مرتكزة على أرقام وعوائد، وأصدقك القول إننا نشعر بساعدة غامرة من مساهمتنا في جعل شرائح جديدة تستفيد وتستمتع سواء كان الفرد الممارس لمهنة أو الرجل والمرأة الجانين أرباح أو الأسر أو الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر، ولدينا الآن منهج لدعم روّاد الأعمال للدخول في المجال ولن نتراجع عن أي جهد يخدم الاقتصاد ويعود على الناس بالنفع، ويكفي أن نذكر أن مزاداً واحداً يستمر لعشرة أيّام فقط يحقق مبيعات ودورة مال تصل إلى خمسة ملايين ريال يومياً وهذا نعتبره رقما مشجعا للعمل بجهد أكبر. • هل بإمكانكم الوصول إلى أسواق خارجية؟ •• نحن بالفعل وصلنا بالمزادات والمهرجانات الخاصة بالإبل إلى درجات عالية وأصبحنا نستقطب من الخليج والدول العربية وبعض الدول الأجنبية ونحن على ثقة من قدرة السوق السعودية على استيعاب رؤوس الأموال الخليجية والعربية والعالمية ومن مقدرتنا على عقد شراكات واعدة في قطاع الإبل. كما أن التشريعات والإجراءات الخاصة التي ينفّذها مجلس إدارة نادي الإبل حول حفظ السلالات وحمايتها وتنميتها سيؤدي إلى استقطاب مزيد من الراغبين الدخول الاستثمار في القطاع. • كيف ستعملون على إيجاد بيئات جاذبة ومعظم المزادات والمهرجانات الخاصة بالإبل تقام في مناطق صحراوية؟ •• هذا ليس عيباً على الإطلاق، فنحن في نادي الإبل نطرح الفرص الاستثمارية المتاحة لإقامة منتجعات ومخيمات صحراوية ولدينا توجه لإقامة منطقة ترفيهية سياحية في «الصياهد» شمال شرق مدينة الرياض، مقر مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي يُقام سنوياً ويتخلله مجموعة من الفعاليات التراثية والثقافية على مساحة تبلغ (6 ملايين متر مربع)، وقد عقدت اللجنة الاقتصادية في نادي الإبل عدداً من اللقاءات مع رجال الأعمال وكبار المستثمرين لعرض الفرص عليهم والأمور ستكون جيّدة للجميع والموقع يتمتع بميزة تنافسية للزائرين باختلاف فئاتهم ومقاصدهم؛ كونه أقرب منطقة للرياض، إضافة إلى تمتعه بخصائص جغرافية متنوعة ويُتوقع أن تشمل الخدمات سكناً غير إنشائي للأفراد والأسر، ومطاعم تضم جلسات نهارية وليلية، ومناطق ألعاب للأطفال، وفعاليات صحراوية مصاحبة، حيث يستهدف المنتجع ضيوف المملكة خلال مدة المهرجان، ورجال الأعمال من ملاك ومحبي الإبل من داخل المملكة وخارجها، والسائحين والزائرين من الداخل والخارج ومحبي الرحلات البرية، والنادي قدم حزمة من المزايا للمستثمرين تتضمن سهولة التراخيص، والدعم الإعلامي والتسويقي، والأنظمة المحفزة، والأسعار المميزة. • نلحظ أنكم تدمجون مزادات الإبل ومهرجاناتها بفعاليات ترفيهية وثقافية، ما الغرض من ذلك؟ •• أولاً علينا أن نعلم أن الغرض الأكبر من المزادات هو إيجاد قناة اتصال مباشرة بالبيع والشراء بين المربي العادي والمنتجين الصغار مع كبار الملاّك لإيجاد عملية اقتصادية سهلة وعلى أرض واحدة كي تحدث الفائدة ونحن دورنا ضبط العملية وتسهيلها في الوقت ذاته، كما أن المزادات تتيح لنا على نحوٍ مباشر الالتقاء بالملاّك وبالمربين والاستماع لهم وتذليل العقبات التي تعترض طريقهم. أمّا بالنسبة للجوانب الترفيهية والثقافية فنحن على يقين أننا يجب أن نسهم في تحريك هذه العجلة والدفع بها إلى الأمام، وأهالي المناطق والمحافظات متفاعلون جدا الإقبال منهم هائل، لذا سعينا إلى توفير مناشط للعائلة والأطفال ومحبي الشعر والإنشاد والفنون المسرحية والبصرية واستطعنا في مزاد حفر الباطن مثلاً من جعل المزاد مهرجاناً متكاملاً وجد في الجميع ساعات ترفيه وثقافة ممتعة، إلى جانب فتح فرص عمل لأبناء وبنات المحافظة وللأسر المنتجة وهذا أمر يسعدنا كثيراً. • ماذا عن المنظّمة الدولية للإبل التي يمثل فيها سموكم المملكة؟ •• المنظمة الدولية للإبل (ICO) منظمة غير ربحية أسسها فهد بن فلاح بن حثلين ومقرها الرياض في 21 مارس 2019، وتضم حاليًا 105 من الدول الأعضاء على مستوى قارات العالم الست، وتهدف المنظمة إلى تطوير وخدمة كل ما يتعلق بالإبل كموروث. وتحمل المنظمة الدولية للإبل رسالة كبيرة وهي المساهمة في الحفاظ على التراث البدوي-الثقافي وأصالة شعوب العالم من خلال تطوير ثقافة تربية الإبل ويتبعها نحو سبعة مراكز دولية متخصصة من بينها مراكز مزادات الإبل، والسلالات، والأبحاث، والتحكيم، واتحاد للعبة بولو الإبل. ودورنا كممثل للمملكة هو صياغة الأهداف الخاصة بنا وتقديم المبادرات والعمل مع الجانب الدولي لكل ما يخدم قطاع الإبل. • ما هي مشاريعكم القادمة وإلى أي اتجاه تسيرون؟ •• نحن نحظى بدعم منقطع النظير من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويكفي أنه -حفظه الله ورعاه- حريص على حضور مهرجان الملك عبدالعزيز وتكريم الفائزين فيه، وهذا شرف كبير لنا في النادي لا يضاهيه شرف، كما أننا نسير برؤية وتوجهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المشرف العام على نادي الإبل، وهذا الدعم يحفزنا دائماً ويجعلنا في سباق مع كل شيء للوصول للتطلعات. والزملاء في نادي الإبل بعمل رئيس مجلس الإدارة فهد بن حثلين والمدير التنفيذي المهندس بندر القحطاني لديهم من الخطط ما يجعل النادي في طريق الإنتاج والتحويل إلى الإيقاع الاقتصادي المنتج للإبل وملاكها وأهلها عموماً، ومسؤوليتنا في اللجنة الاقتصادية هي عقد اللقاءات مع القطاع الخاص ودراسة الفرص وطرح الممكنات وتوفيرها لكل راغب في الاستثمار.