توالت بيانات الاستنكار الرسمية والنأي بالنفس والتملص من تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن. وفي هذا السياق، قال السفير اليمني في بيروت عبدالله الكريم الدعيس عقب لقائه سفير المملكة في لبنان وليد البخاري، صباح اليوم (الأربعاء)، «إنه توجه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاج على ما صدر عن قرداحي، مستنكراً تصريحه الذي زاد الطين بلّة إذ لم يقدّم أي اعتذار بل أكّد على ما أدلى به، لكن المفاجئ أن قرداحي وبدلاً من الاعتذار أصر في بيان جديد عل ترديد نفس الأكاذيب والادعاءات. والواضح أن لبنان الرسمي سيكتفي ببيانات الاستنكار والنأي بالنفس وكأن التملص من التصريح كفيل بطي الصفحة. أما أبرز ما جاء في التصريحات كان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي زار قصر بعبدا صباحاً ولفت إلى أن مقابلة وزير الإعلام سُجّلت منذ أكثر من شهر من تأليف الحكومة وهي تُعبّر عن رأيه وأنا ورئيس الجمهورية حريصان على أطيب العلاقات مع الدول العربية. وقد سبق تصريح ميقاتي من بعبدا بيان مطول ليل (الثلاثاء)، أعلن فيه تمسك لبنان بروابط الأخوّة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة. وأما بخصوص كلام الوزير قرداحي الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بأسابيع عدة، فأكد ميقاتي أنه كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً، خصوصاً في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي. وجدد رئيس الحكومة التأكيد على حرصه على نسج أفضل العلاقات مع المملكة، مديناً أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف. بدورها، تملّصت وزارة الخارجية اللبنانية من تصريح قرداحي، وقالت في بيان: «صدر كلام شخصي سابقاً عن وزير الإعلام قبل تعيينه وزيراً، وهو لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبّر عنه رئيسها في البيان الصادر أمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوّة مع الأشقاء العرب». وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أدانت مراراً وتكراراً الهجمات الإرهابية التي استهدفت المملكة وهي لا تزال عند موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة أشقائها الخليجيين التي تكن لهم كل محبة واحترام وتقدير، وتنأى عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية. فيما علق وزير الداخلية بالقول: نحرص على أفضل العلاقات مع السعودية وكل دول مجلس التعاون الخليجي ونرفض التعرض إليها ونؤكد تمسكنا باستقرارها وأمانها وأمنها المجتمعي لما تمثله من الشرعية العربية، ونشدد على أواصر الأخوّة التي نسعى للمحافظة عليها وتثبيتها.