يأتي تكثيف المليشيات الحوثية الإيرانية هجماتها على الأعيان المدنية في المنطقة الشرقية والمناطق الجنوبية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة عشية استلام المبعوث الأممي لليمن السويدي غروندبرغ مهمته، الذي أدلى أمس (الأحد) بتصريحات إنشائية يناشد فيها أطراف الأزمة اليمنية بالتعاون معه للوصول إلى حل سلمي دائم وعادل، دون الإشارة إلى انقلاب الحوثيين على الشرعية، وشجب واستنكار استهدافهم المتعمد للمدنيين في اليمن والمملكة. كان المنتظر أن تكون البداية للمبعوث الأممي الجديد مختلفة عن سابقه مارتن غريفيت، الذي تاه في دهاليز صنعاءالمحتلة، نتيجة استسلامه للأجندة الحوثية الإيرانية، وغموضه في تحركاته بين أطراف النزاع، وعدم نقله للحقيقة في إحاطته أمام المجتمع الدولي، الذي صوّر له أن الأزمة أوشكت على النهاية، رغم أنها تتفاقم في محاولة للتسويق لنفسه، وإظهار عدم فشله في مهمته، بدليل أنه لم يشر إلى الحوثيين كطرف معرقل لعملية السلام في اليمن. سيكون المبعوث الأممي السويدي غروندبرغ، الذي بدأ مهمته أمس، نسخة طبق الأصل لسلفه غريفيت إن لم يكن حازماً في تعامله مع المليشيات الانقلابية، وأميناً وواضحاً في نقله حقيقة تعنتها وعدم رغبتها الانخراط في عملية سلام جادة تعيد لليمن شرعيته وأمنه واستقراره، وتنقذ شعبه من القتل الممنهج في المحافظات، التي لا تزال تخضع لسيطرة المليشيا الإيرانية الإرهابية. والمهمة التي تنتظر المبعوث الأممي الجديد لليمن، التي تبرهن للعالم إن كان جاداً في مسعاه، هي نقل حقيقة التدخلات في الأزمة اليمنية لإطالة أمدها، والتأثير على أمن واستقرار المنطقة، والتي تدعم الحوثيين بمختلف الأسلحة لقتل اليمنيين وإرهابهم، واستهداف الأعيان المدنية في المملكة، في وقت لا تزال المملكة تمارس سياسة ضبط النفس في تعاملها مع إرهاب هذه الجماعة التي أثبتت للعالم أنها لن تنخرط في عملية سلام جادة.