الخوف من الدم أو فوبيا الدم رهاب محدد كرهاب الإبر، ويمكن أن يسبب أعراضا لا تُرى في كثير من الأحيان في أنواع أخرى من الرهاب، ويثير مظهر الدم خوفا لدى بعض الناس، وله مسمى علمي وهو الهيموفوبيا، إذ يرتبط مظهر الدم بالألم والخطر، ما يسبب الشعور بالخوف والتوتر عند رؤيته. ويسبب معظم أنواع الرهاب في ارتفاع بمعدل ضربات القلب وضغط الدم، وكثيرا ما تتسبب فوبيا الدم وغيرها من أنواع الرهاب، في حدوث انخفاض في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويمكن أن يؤدي الانخفاض المفاجئ إلى الإغماء، وهو رد فعل شائع نسبياً عند رؤية الدم ومنه القلق التوقعي الذي قد يعاني منه من اختلاط القلب والاهتزاز والضيق المعدي المعوي وهو أمر شائع في الساعات والأوقات التي تسبق اللقاء الوشيك بالدم. يقول الاستشاري النفسي الدكتور جمال الطويرقي، إن كثيرا ما ترتبط فوبيا الدم بالرهابيات الأخرى وقد تكون سلوكيات مكتسبة، مثل رهاب المثقبيات أو الخوف من الإبر الطبية، وهناك بعض الأشخاص يعانون من الرهاب الطبي، مثل الخوف من الأطباء وأطباء الأسنان، يرتبط مجال الطب بشكل شعبي بالصور البشعة للدم، لا سيما في الأفلام، مما قد يساعد على إدامة مثل هذا النوع من الرهاب. وهناك بعض الأسباب التي تؤدي للإصابة بفوبيا الدم، منها التعرض لصدمة في مرحلة مبكرة من العمر، ويتخلل الصدمة موقف متعلق بالدم مثل الإصابات المختلفة بالجسم. كما أن إجراء عملية جراحية صعبة يمكن أن يتسبب في الشعور بالخوف من الدم، خصوصا في حالة فشلها أو تسببها بمشكلة صحية دائمة. ومن الأسباب أيضا إصابة أحد الأشخاص المقربين بحادث أدى إلى نزيف، ويعاني الشخص الموجود معه من رهاب الدم، ولا تقتصر فوبيا الدم ويمكن أن يصاب الشخص بها لمجرد رؤية الدم في التلفاز أو الصور. وطبقا للدكتور الطويرقي فإن فوبيا الدم مرتبطة بالرهاب الصحي، بما في ذلك التوهم ورهاب المرض، فالنزيف دلالة على أن هناك خللاً ما في الجسم، ويمكن أن يكون منظر دم المرء كافياً لإثارة القلق الصحي في أولئك الذين يتعرضون لميسوفوبيا أو الخوف من الجراثيم، فإن رؤية دم شخص آخر يثير مخاوفهم من الإصابة بمرض، وفي بعض الحالات قد يكون الخوف من الدم مرتبطا بالخوف من الموت، وقد يكون سبب فوبيا الدم من تجربة سلبية سابقة مع الدم، وقد يكون من أولئك الذين تعرضوا لإصابة مؤلمة أو مرض تسبب بفقد كبير في الدم في خطر متزايد. سر اللون البرتقالي نصح الدكتور جمال الطويرقي بالحصول على مساعدة للتغلب على رهاب الدم إذا تسبب في الإغماء، فقد تصيب نفسك بالإغماء وتجرح نفسك، يمكنك أن تطلب من صديق أو قريب المساعدة في منعك من السقوط وإيذاء نفسك، ويمكن طلب المساعدة إذا شعرت بالدوار أو الدوخة أو الإغماء لمدة دقيقة إلى دقيقتين، ومع ذلك إذا كنت عرضة لنوبات الإغماء لفترة أطول أو تطلبت رعاية طبية لإغماء المريض، فاعمل على العلاج مع أخصائي الصحة النفسية، وبشكل عام يتطلب علاج التعرض استعداداً لمحاولة عدم الارتياح على أمل التغلب على خوفك، من خلال العمل من خلال عدم الارتياح الخاص بك مرارا وتكرارا قد يقلل خوفك مع مرور الوقت، والعمل من خلال التسلسل الهرمي على تقبل الأمر. وتشمل المشغلات رؤية دمك أو دم شخص آخر، أو سحب دمك أو حتى في حالات أكثر حدة حتى التفكير في الدم، والطريقة الجيدة للبدء هي القراءة أو التفكير في الدم، ثم النظر إلى الصور ومقاطع الفيديو، وفي النهاية استخلص الدم من مكتب طبيبك. وينصح الدكتور الطويرقي المصاب بالرهاب بالبدء في قراءة اختبارات الدم والتبرعات، والبحث عن موسوعة طبية مطبوعة أو عبر الإنترنت، والمواضيع ذات الصلة التي تسبب رهابك، والتنفس ببطء وبعمق وحاول البقاء مسترخياً، والتفكير في الكلمات التي لا يمكن أن تؤذيني، ومحاولة التحكم في رد الفعل. وينصح بالنظر إلى صور برتقالية داكنة ونقط حمراء وبقعة حمراء، بمجرد التسامح مع القراءة عن الدم، انتقل إلى عرض الصور التي تشبه الدم، وأبدأ بالنقط البرتقالية والحمراء الداكنة، ثم أعمل طريقك حتى تصل إلى الأشكال الحمراء التي تبدو أشبه بالدم الحقيقي، أثناء عرض الصور يمكنك التحكم في تنفسك وممارسة التحدث الذاتي الإيجابي مع تناول بعض الأدوية في الحالات الشديدة. غثيان واضطرابات معدة يشعر المصاب ببعض الأعراض المصاحبة لفوبيا الدم، سواء كانت أعراضا جسدية أو نفسية، مثل صعوبة التنفس، إذ ينتاب الشخص الذي يعاني من رهاب الدم شعورا بالقلق والتوتر الذي يسبب ضيق التنفس والشعور بألم في الصدر، وسرعة ضربات القلب عند رؤية الدم، والاهتزاز والارتجاف، ويشعر الشخص الذي يعاني من فوبيا الدم بالخوف، وبالتالي يبدأ في الاهتزاز والرعشة والدوار وفي بعض الأحيان يفقد الشخص الذي يعاني من فوبيا الدم توازنه، ويشعر بالدوخة وبالغثيان ويمكن أن يؤثر مظهر الدم على المعدة، مما يسبب الشعور بالغثيان والميل إلى التقيؤ والهبات الساخنة نتيجة زيادة التعرق عند رؤية مظهر الدماء، والرغبة في الحصول على التهوية في المكان، وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يصل الأمر للإغماء، وذلك إن كانت الفوبيا مؤثرة بشكل كبير على الشخص.