مرت الأيام سريعاً ليكتمل عام وأنت حيث أنت.. تقبع في ذلك المكان البعيد.. ذلك المكان الذي تنكسر له قلوب الجبابرة وتنحني أمامه ظهورهم.. وتخشع لهيبته أفئدة العالم.. عام كامل أرجو أن تكون في جنة نعيم.. عام مر سريعاً وتوقف بنا عند هذه الليلة الباكية يدق أجراسه.. ليذيقنا سعير اللحظات التي تلظينا بلهيبها.. المجلس الذي كان مقر اجتماعاتنا لم نجتمع فيه منذ رحيلك.. كل شيء بعدك كما هو إلا سرير نومك.. فقد استبدلته أمي لأنه عابق برائحتك وذكرياتك تراك مستلقياً عليه.. تناديها تارة للحديث وتارة للدواء.. فأوجعها ذلك وآثرت استبداله.. لم تستطع أن تبقيه ولم نستطع إخراجه لكننا أذعنا طائعين.. فعشرتها معك أعمق وولاؤها لك أصدق.. تدخل أمي إلى غرفتك للصلاة فقط.. إحياء لهذه الغرفة المهجورة.. تدعو لك فيها بدمع لا يكف عن الانهمار.. إنه الشوق يا أبي.