ثلاث يعز الصبر عند حلولها.. ويعجز عنها عقل كل لبيب.. خروج اضطرار من بلاد تحبها.. وفرقة اخوان وفقد حبيب.. نعم كلماتي هذه التي تخنق عبراتي تحبس أنفاسي تدعو عيني للبكاء ترسم الحزن على وجهي كلمات اتمنى ألا أقولها ولكن قلتها لأن فقدك يا خالتي كان له أكبر الأثر على نفسي وعلى أسرتي.. بالفعل تغلغل الحزن بداخلي هزني من الأعماق جعلني ارتجف ارتجافاً زحزحني عن مكاني وتلاقت حبات العرق على جبيني عندما سمعت الخبر لقد شاهت المعاني ورحلت الأفكار بعيداً عن موطن القلم أسأل نفسي لماذا؟ انه سؤال تبادر الى ذهني وأنا في ذهول وخوف شديدين.. لقد فجعت أنا وأسرتي برحيلك يا خالتي في صبيحة يوم الاثنين كان موعدنا مع خبر هزنا جميعا وبالاخص والدتي التي رأيت دموعها فحزنت حزنا جعلني اشعر بمشاعر الضعف والأسى لا أدري ما أكتب أو كيف اعبر عن مشاعر الألم والحزن لرحيلك نعم الكل فجع برحيلك كنت شامخة تعينين على نوائب الدهر كنت عوناً لنا في كل أمورنا كنت البلسم الشافي لنا، عرفناك فعرفنا الطيبة وحسن الخلق عرفناك فعرفنا الصبر والاحتساب نعم لقد كنت حائرة في تحملك ما أصابك.. كنت رافعة رأسك في وجه الرياح ولم تنحني الا ساجدة لله طائعة شاكرة صابرة على ما أصابك فلله درك يا خالتي يا أم خالد، اكتب تلك العبارات والكلمات بدموع سالت على جبهتي لأن غيابك ورحيلك لا يطاق.. لقد عرفنا منك وأدركنا ان الشدائد تصنع الجبال.. ان الجبال لا تهزها الزلازل.. بكينا من شدة الألم ونحن نعلم ان الدموع لا تجدي ولكن تريحنا نوعاً ما. نعم سأبكيك شعراً.. سأبكيك نثراً ولم لا وانت من يستحق الشعر والنثر فأي يراع وأي حبر يستطيع ان يرثيك واي الكلمات تفيك حقك ومن يقدم العزاء يتقبله يا أجل النساء. يا من علمتنا في جلساتنا معك كيف يكون التسامح كيف يكون التصالح ليت شعري كيف يوفي ما فعلته في حياتك وما تركته بعد وفاتك لقد صارت الدموع واختنق الكلام في الحناجر وخجلت الحروف وتجمد الحبر على الورق لأن المصاب جلل والفقد عظيم نعم ان مصابنا بك لأمر عظيم.. رحلت عنا الى دار لا رجعة منها. فارقناك وقلوبنا ظمأى للنظر الى وجهك.. فارقناك وقلوبنا ظمأى ثقيلة على محياك.. فهل يا قلب تستطيع ان تخرج ما فيك وهل يا دمع بإمكانك ان تسطر بقطراتك واقعاً عشناه ونعيشه الآن. كان يا قلب ويا تلك الحسرات التيترك ارجائك.. نعم قد هزنا حزن وقمنا قلق ولكن الموت حق والمنايا موارد.. نعم أراك يا خالتي في كل الوجود وباكياً.. أراك في عيني جدتي وهي مريضة.. أراك في عين أمي وهي باكية. أراك في عيوننا وهي دامعة.. أراك في قلوبنا المحبة فأنت قد سكنت بها.. هل تجدي الدموع والآهات.. سؤالك عنا واهتمامك بنا يحرق قلوبنا.. أراك في عين ابنائك وهن باكيات.. لقد تركت بناتك الثلاث وهن صغيرات.. بكين فراقك، بكين كلامك.. بكين جلوسك.. بكين نصائحك.. أراك في عين عهود وهي دامعة وعين خلود وهي بائسة وعين ونورا وهي ذاهلة.. ما يعذبنا هو رؤيتك وانت تتبسمين اثناء تكفينك.. حقيقة تتبعثر مشاعري ومشاعر من حولي لأن الاحداث المؤثرة في هذه الدنيا كثيرة غير أن اشدها وقعاً واكثرها تأثيراً هي لحظات الوداع.. نعم ان العين لتدمع والقلب لينفطر ولكن ايماننا بالله وبقضائه وقدره دافع لنا للصبر والتحلي فلله ما أخذ وما أعطى. اعزي نفسي ووالدتي على هذا الفقد وأقول لأمي وبنات خالتي: عليكن بالصبر والتجلد والايمان والدعاء لها بالرحمة والغفران. وختاماً ادعو الله عز وجل ان يتغمدك يا أم خالد بواسع رحمته وان يرفع منازلك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً وان يسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة وان يجمعنا واياك في دار كرامته انه القادر على ذلك. {انا لله وانا اليه راجعون}. دمعة هاهي دموعي.. للحزن أنثرها.. للألم أسكبها.. عبرات تلو عبرات.. للفقد أعلنها.. وأي فقد.. فقد الحبيب.. وأي حبيب.. إنها خالتي..