في وقت تراوح مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي مكانها، تبدو إيران غير آبهة بتحذيرات المجتمع الدولي، ومضت في تنفيذ تهديدها بإنتاج معدن اليورانيوم الذي يستخدم في صناعة القنبلة النووية. وبحسب تقارير غربية، فإن طهران جمعت ما يكفي من اليورانيوم لصنع نحو ثلاث قنابل نووية، إذا تم تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهو مستوى يكفي لصناعة السلاح النووي. لقد أفرزت الانتخابات البرلمانية والرئاسية نظاماً أكثر تشدداً وتطرفاً وإرهاباً، وها هي الإدارة الأمريكية الجديدة تجني ثمار رسائلها الخاطئة لنظام الملالي والذي كلما قدمت له الجزرة طمع فيما هو أكثر من ذلك، وهو ما دفع مراقبون سياسيون إلى التحذير من تمادي واشنطن في تملق طهران وتقديم التنازلات لها من خلال مفاوضات فيينا التي توشك على الانهيار. وفي هذا السياق، أعربت الخارجية الروسية، اليوم (الأربعاء)، عن قلقها من خطط إيران لإنتاج معدن اليورانيوم، ودعت المفاوضين في فيينا لمضاعفة جهودهم للوصول إلى اتفاق. وشدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، على أن الخطوات التي قد تعقد عملية التفاوض تثير قلق بلاده، داعياً طهران الى الالتزام باتفاقية الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما حذرت الولاياتالمتحدةطهران من إنتاج اليورانيوم، ودعت إلى ضرورة التوقف عن اتباع سياسة حافة الهاوية وعدمِ تعقيد عودتها إلى المفاوضات الرامية لإحياء اتفاق عام 2015. الخطوة الإيرانية أدخلت المحادثات النووية في العاصمة النمساوية في طريق مسدود، ولا يستبعد المراقبون أن تقود إلى تجميد هذه المباحثات بل وانهيارها، إذ عبرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن «قلق بالغ» تجاه قرار إيران بإنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20%، محذرين من أنها خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي. طهران التي لم تجد من يردعها، بدأت التنصل التدريجي من التزاماتها منذ انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي في 2018، وأطلقت في فبراير إنتاج معدن اليورانيوم لأغراض بحثية، بحسب ما زعمت لكن مصادر غربية وإسرائيلية حذرت من أنها تخطط لتصنيع أسلحة نووية. وأنتجت إيران كمية صغيرة غير مخصبة من معدن اليورانيوم هذا العام، وهي تريد الآن الانتقال إلى درجة أعلى من التخصيب على مراحل عدة في مصنع بأصفهان. ورغم أن الهدف المعلن هو تصنيع الوقود لتزويد مفاعل الأبحاث في طهران، إلا أن الهدف الخفي هو المضي قدماً في مخططها لإنتاج قنبلة نووية.