«اكتمل المشهد».. بعد سطو عمالة وافدة على مواقع بسطات تخص مواطنات في جدة التاريخية (البلد)، سبق أن أوقفت «البلدية» نشاطهن بحجة التنظيم. بدأت الواقعة منذ خمس سنوات عندما استأجرت سيدات مسنات البسطات في منطقة البلد بحثاً عن لقمة العيش الكريمة والاستفادة من حركة الأسواق المجاورة وظلت البسطات «الحاجز المنيع» أمام متطلبات الحياة.. لكن «دوام الحال من المحال»، إذ بدأت معاناتهن في رمضان الماضي عندما ضغطت البلدية عليهن بالإزالة بحجة تنظيم المنطقة واختيار بدائل لهن، وحاولت المتضررات البقاء في مواقعهن وحث الجهة المعنية على ذلك دون طائل وفي النهاية أغلقن البسطات رغم نظاميتها خشية الغرامات. العمالة انتهزت الفرصة واستولت على الموقع ومارست نشاطها دون حسيب أو رقيب حتى الآن. تقول المتضررات ل«عكاظ»: «ليس لدينا أي دخل نعتاش منه غير هذه البسطات التي حزناها بسجلات تجارية رسمية وخسرنا بذلك دعم الضمان الاجتماعي للحصول على فائدة منها، وكانت أرباحها تعيننا في سداد إيجار المنازل وفواتير الكهرباء ومصاريف المعيشة، والآن خسرنا مصدر رزقنا الوحيد ولن نستطيع توفير متطلبات الحياة.. وقعنا في ورطة وخسرنا كل سبل المساعدة حتى عون الضمان الاجتماعي.. لا مانع لدينا من أي تنظيم جديد في المنطقة، وكل ما نريده أن تخصص لنا زوايا للبيع والانتفاع ولا نريد غير ذلك». تعليقاً على ذلك، أوضح المتحدث في أمانة محافظة جدة محمد البقمي أنه تقدم برنامج مشروع جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة بطلب إيقاف تصاريح البسطات وعربات الأطعمة بالمنطقة التاريخية وعدم التجديد لها، نظراً لما تقوم به وزارة الثقافة من أعمال لإعداد المخطط العام الذي يحوي مناطق مخصصة للبسطات والباعة الجائلين وعربات الأطعمة لتتناسب مع أنشطتها لغرض تحسين المشهد الحضري بالمنطقة، على أن يتم لاحقا تحديد مناطق مخصصة ومؤقتة لها تتناسب مع طبيعة أنشطتها الأساسية بعد الانتهاء من أعمال التطوير، وتم إشعار جميع البسطات المنتهية رخصها بالإزالة وإغلاقها لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة.