رغم الخلاف العقائدي التاريخي بين مشروعي «الإخوان المسلمين» و«ولاية الفقيه الطائفية»، فإن نموذج حماس في غزة، والحوثي في اليمن، يكشف أن هذه الجماعات المليشياوية لا تعبأ إلا لمصالحها ومواقفها البراغماتية عبر التاريخ، وهو ما تفضحه المواقف التي شهدت تصاعداً ملحوظاً بين الجماعتين المجندتين في خدمة النظام الإيراني الذي يعيث فسادا وتقتيلا وإرهابا في عدد من العواصم العربية. الانقلاب في صنعاء لا يختلف كثيرا عن الانقلاب في غزة، فالراعي واحد وهو نظام طهران تمويلا وتدريبا وتسليحا، وهو ما أقر به كبار مسؤولي الملالي أخيرا، فالانقلابات هي الفلسفة والمرجعية، وأحالت شعبي اليمن وغزة إلى قنابل موقوتة من الفقر والبطالة والبؤس. إن الغزل بين حماس والحوثي ليس مجرد علاقة عابرة، بل هو تنسيق إقليمي من أجل خدمة أجندة النظام الإرهابي الطائفي في طهران الذي يجيد لعبة إدارة المليشيات والوكلاء في المنطقة. ولا نستغرب لقاء عميل مرجعية قم محمد علي الحوثي أمس بصنعاء، ممثل حركة حماس باليمن معاذ أبو شمالة، هذا اللقاء الذي تاجر بالقضية الفلسطينية وزايد على قضايا الأمة وهو الذي سفك دماء الشعب اليمني وانتهك أعراض حرائر اليمن كما فعل أولاد صهيون في فلسطين وطواغيت خامنئي في سورية والعراق ولبنان. لقد باع الإرهابي محمد علي الحوثي جنبيته الطائفية بالمزاد العلني وتبنت إذاعة سام اليمنية شراءها بمبلغ 100 مليون ريال عبر جمهورها -بزعمه- للشعب الفلسطيني.. هذه الجنبية التي سفك عبرها دماء الشعب اليمني. الجنبية التي تعتبر مصدر فخر للشعب اليمني العربي الأصيل، ليست مصدرا للقتل والعبث والتنكيل كما يستخدمها عميل خامنئي كرأس حربة للتدمير وبث الفتن. إن منهج العنف والإرهاب الذي تبناه نظام خامنئي بالمنطقة، هي إحدى الطرق التي استلهمها النظام الإيراني والإخواني في إبادة وسفك دماء الشعوب، كون عقيدة المرجعية الطائفية هي الإرهاب، والتنظيمات المتطرفة والطائفية وكلاء لها، فمليشيات الحوثي وفيلق القدس تقتل الأطفال مثلما يقتل الحوثي الأطفال كل يوم، والعلاقة تحكمها الانتهازية والمصلحة، وتحقيق هدف مشترك هو التواجد في المنطقة وبسط النفوذ وزعزعة الأمن والاستقرار. ولجأت الجماعات الإرهابية الطائفية والظلامية إلى انتهاج سلوك التقارب السياسي، مستجلبة من تاريخ نهجها الدموي، مصطلحات مؤججة، مثل التكفير والطائفية والفتن.. ولم يكن مستغرباً هذا التماهي كون الحوثي سلطة مغتصبة ولا تؤمن إلا بالدم. حماس والمليشيات الانقلابية.. يكرمون اللئام ويتمردون على الكرام. جنبية الحوثي للمتاجرة والاستجداء وسفك الدماء.