يفرض موسم الثريا ارتفاعاً متدرجاً لدرجات الحرارة على مستوى جميع مناطق المملكة، وتطبع غارات الهواء الساخن بصماتها على الناس والزروع والبهائم، ويتنامى خلال الأشهر الثلاثة القادمة ظهور الحشرات والزواحف بسبب الجفاف وينحسر الغطاء النباتي، ويطول النهار ويقصر الليل، وأمطار الصيف خفيفة ولا تؤثر في الأرض، ويقول العارفة راشد الخلاوي عن أبرز ملامح الثريا (تطلع ومعها وغرة القيظ تبتدي، تلمع بروق ولا يسيل شعيب). وتشهد الجزيرة العربية اعتباراً من الغد، أشد فترات حرارة الصيف في عموم أرجائها وتستمر حتى مطلع سبتمبر، وفي ظل الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة، تبرز (وغرات القيظ) وتقول العرب «إذا طلعت الثريا بدأ القيظ، وأقبلت الوغرات بالقدوم، فإذا طلع سهيل انصرفت الوغرات، وانقضى القيظ». ويتقد الحر وتحل جمرة القيظ، بحكم هبوب الرياح الجافة بالسموم، ومن أبرز مظاهرها كما قالت العرب (ظمأ الفلاح بين الحوض والبئر من شدة الحر أثناء الوغرات). وتبدأ (وغرة الثريا) من 7 يونيو إلى 2 يوليو موعد طلوع نجمي الثريا وتابعه الدبران، و(غرة الجوزاء) من 3 إلى 28 يوليو بطلوع نجمي الهقعة والهنعة، و(وغرة المرزم، أو وغرة الشعرى) من 29 يوليو إلى 10 أغسطس وطلوع نجمي الذراع، وهو وقت طلوع نجم الشعرى اليمانية أو المرزم، و(وغرة سهيل) من 11 أغسطس إلى 5 سبتمبر، موسم نجم سهيل، وطلوع نجمي النثرة والطرف. ويؤكد الخبير الفلكي عبدالعزيز الحصيني ل«عكاظ» أنه نتيجة لموقع المملكة الجغرافي ووفقاً لحساب الطوالع يبدأ الصيف في المملكة فعلياً قبل بدايته فلكياً، موضحاً أن فصل الصيف لهذا العام 1442ه يبدأ حسب الطوالع يوم الجمعة 26/10/1442ه، ويوافق 7 يونيو بدخول أول نجوم الصيف وهو نجم الثريا ونهايته بانتهاء آخر نجوم الصيف، نجم الطرف في 28 محرم 1443ه الموافق 5 سبتمبر. وعدد نجومه سبعة (الثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف) وأيامه (91 يوماً). ويرى أن بداية الصيف فلكياً تتزامن مع تعامد أشعة الشمس على مدار السرطان يوم الأحد 11 ذي القعدة 1442ه، الموافق 21 يونيو 2021، ولفت إلى أن الحَرّ لا يأتي دفعة واحدة، وإنما بصورة تدريجية. وتوقع أن نعيش أياماً حارة قبل ذلك. وأرجع إلى الأرشيف المناخي ملاحظة أن شمال شرق السعودية يقع ضمن المناطق الأشد حرًّا في العالم، وتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في المملكة وتتجاوز 47 درجة مئوية إلى ال50 درجة مئوية. واستثنى المرتفعات الجبلية في غرب وجنوب غرب المملكة إذ تتمتع بأجواء معتدلة نهاراً خاصة في قمم الجبال، إذ تراوح العظمى ما بين 24 و34 درجة مئوية. من جانبه، كشف متحدث الهيئة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة، حسين القحطاني، عن مراوحة درجات الحرارة بين 38 و48 درجة، وعزا سبب ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الشمالية والشرقية والوسطى والغربية، إلى منخفض الهند الموسمي، وزيادة معدلات الرطوبة على السواحل، مؤكداً اعتدال درجات الحرارة على المرتفعات وتزايد فرص هطول الأمطار الخفيفة إلى متوسطة، ولفت إلى تلبس البعض شعوراً حرارياً عندما يكون على الأسفلت، أو بجوار مصانع أو أفران، مضيفاً أن حرارة الظل تقل بمعدل 3 درجات، ولم يستبعد تعاقب موجات حارة ترتفع فيها درجات الحرارة بمقدار لا يقل عن 4 درجات عن المعدلات الطبيعية، وناشد مصابي السمنة والأمراض المزمنة بتوخي الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة تفادياً للمناخ الساخن.