أكدت قطاعات واسعة من البريطانيين أنهم غير آبهين للمزاعم الأوروبية التي تحاول انتياش سمعة لقاح أسترازينيكا، الذي طوره علماء جامعة أكسفورد في زمن قياسي لدحر وباء فايروس كورونا الجديد. وكتبت صحيفة «ديلي ميل» أمس أن البريطانيين ينظرون إلى التصرفات الأوروبية باعتبارها «تخويفاً»، وأنهم مقتنعون بأن العلماء البريطانيين هم الأفضل في العالم. وزادت أن شرائح الشعب البريطاني واصلت الإقبال على مراكز التطعيم بلقاح أسترازينيكا، حيث لم يتم الإبلاغ عن أية حالات مضاعفات جانبية خطيرة، بعد تطعيم 25 مليوناً بهذا اللقاح. واستطلعت «الصحية» آراء عدد كبير ممن خضعوا للتطعيم أمس الأول في أنحاء بريطانيا، فأجمعوا على أنهم خضعوا للقاح الإنجليزي لأن قناعتهم تامة بأن علماء بريطانيا بحثوا جميع الجوانب المتعلقة بسلامة هذا اللقاح قبل ترخيصه للاستخدام الصحي. وحض أعضاء مجلس العموم البريطاني (البرلمان) الشعب البريطاني أمس على الاستمرار في تعاطي اللقاح الإنجليزي، لتحقيق الغاية المنشودة، التي تتمثل في بناء مناعة كافية لصد غائلة كورونا. وأشاروا إلى أن منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي ناشدتا دول العالم استخدام لقاح أسترازينيكا لكبح تفشي الوباء. وجنت بريطانيا أمس (الأربعاء) إحدى ثمرات توسعها في التطعيم؛ إذ أعلنت وزارة الصحة البريطانية أن عدد الوفيات بكوفيد-19 هبط الثلاثاء إلى 110 أشخاص، مقارنة ب231 وفاة الثلاثاء الماضي. وبلغ عدد الإصابات الجديدة الثلاثاء 5294 إصابة، بانخفاض يبلغ 8% عن الأسبوع الماضي. وعلى رغم ارتفاع طفيف في عدد الإصابات اليومية الأسبوع الماضي، بعدما أعيد فتح المدارس، وتكثيف مسحات الفحص وسط الطلاب، فإن خبراء الصحية البريطانيين يتمسكون بأن الموجة الثانية آخذة في الانحسار. وجدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عزمه الليل قبل الماضي، على التزام الحذر في تنفيذ خريطة الطريق التي أعلنها لإخراج البلاد من الإغلاق الذي تشهده منذ يناير الماضي. وفيما أعلنت الوزيرة الأولى في أسكتلندا نيكلا ستيرغن أنها قررت السماح للحانات والمطاعم بفتح أبوابها للزبائن اعتباراً من نهاية إبريل القادم؛ قال جونسون إن القيود في إنجلترا ستظل سارية حتى 17 مايو، وهو الموعد الذي حدده للسماح للمطاعم والحانات باستقبال عملائها. وفي دليل آخر على سداد توجه جونسون نحو تكثيف التطعيم باللقاحات المضادة للوباء؛ قال مكتب الإحصاء الوطني في لندن أمس إن أكثر من ثلث عدد البالغين في بريطانيا باتت لديهم أجسام مضادة للفايروس. وزاد أن الفحوص التي أجريت لمعرفة وجود الأجسام المضادة جاءت نتيجتها إيجابية بالنسبة إلى نحو 34.6% من البريطانيين، بعد إخضاع أكثر من 30 ألفاً لهذا الاختبار. كما أظهرت النتائج أن ثلاثة أرباع من بلغوا 80 عاماً من العمر لديهم الآن مناعة ضد الفايروس القاتل منذ بداية الشهر الجاري. وعلى صعيد آخر؛ بشّرت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية سوميا سواميناثان أمس بأن نهاية هذه السنة، أو مطلع السنة المقبلة ستشهد إطلاق لقاحات لا تحتاج الى إبرة للحقن، ويمكن تخزينها في درجة حرارة الغرفة العادية. وأشارت إلى أن ما يراوح بين 6 و8 لقاحات جديدة ستكتمل تجاربها السريرية وتحال بياناتها إلى الجهات المختصة بالفسح قرب نهاية العام الحالي. وستمثل هذه اللقاحات المرتقبة إضافة فعالة إلى نحو 10 لقاحات مضادة لكوفيد-19 يتم استخدامها حول العالم حالياً. وتشير الإحصاءات إلى أن 122 دولة فقط هي التي بدأت تطعيم سكانها. وكانت طبيبة الأطفال الهندية سواميناثان حققت شهرة واسعة بالأبحاث التي أجرتها حول مرضي السل الرئوي ونقص المناعة المكتسب (اتش آي في). وأوضحت أنها تتوقع بحلول سنة 2022 طرح مزيد من اللقاحات المحسّنة. وقد تشمل لقاحات تقوم على نظام جرعة واحدة، وأخرى يمكن تناولها بالفم، أو من خلال بخاخات أنفية، أو من خلال لصقات توضع على البشرة. وأضافت العالمة الهندية أن تلك اللقاحات الجديدة ستكون مفيدة بوجه خاص لفئات محددة من السكان، كالنساء الحوامل. «موديرنا» تبدأ تجربة التطعيم على الأطفال أعلنت شركة موديرنا الدوائية الأمريكية أنها بدأت تجارب سريرية للقاحها المضاد لفايروس كوفيد-19 على أطفال تراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً. وأضافت أن هذه التجارب بمستوى المرحلتين الثانية والثالثة. وتوقعت أن يصل عدد المتطوعين فيها إلى 6750 طفلاً. وأوضحت أن التجارب تشمل تجربة نظام ثلاثي الجرعات للفئة الأصغر سناً، وآخر ثنائي الجرعة للمجموعة الأكبر سناً. وسيتم بناء على تحليل نتائج هذه التجربة تحديد نظام الجرعات الذي سيستخدم في الجزء الثاني من هذه التجارب. وستتم مراقبة الأطفال المتطوعين لمدة 12 شهراً بعد تطعيمهم. وكانت نتائج فعالية لقاح (موديرنا) أكدت نجاعته في منع الإصابة بكوفيد-19 بنسبة تصل إلى 94.1%، حتى لدى الفئات المصابة بحالات صحية مزمنة. وتم حتى أمس الأول استخدام 52 مليون جرعة من لقاح موديرنا في أرجاء الولاياتالمتحدة.