على رغم أن تشيلي تعد من الدول الأشد تضرراً من وباء كوفيد-19 على مستوى العالم، إذ تحتل المرتبة ال 23 عالمياً، ب 891110 إصابات، نجمت عنها 21674 وفاة، إلا أنها تعتبر أيضاً نموذجاً للنجاح في شن حملة تطعيم كبيرة لحماية سكانها البالغ عددهم 19.22 مليون نسمة من الفايروس، في أمريكا اللاتينية التي تعاني من أضرار الوباء أكثر من أي مكان آخر في العالم. ونجحت تشيلي حتى الآن في تطعيم 25% من سكانها. ويعزو المسؤولون التشيليون نجاحهم في تطعيم أكبر عدد من السكان إلى مسارعة بلادهم منذ اندلاع الجائحة إلى التفاوض مع الشركات المتخصصة في صنع اللقاحات، والتوصل إلى اتفاقات معها لتزويدهم بكميات كبيرة من اللقاحات. وكشف وزير العلوم أندرس لأسوشيتدبرس أن بلاده بدأت في أبريل 2020، أي بعد شهر فقط من اندلاع الأزمة الصحية، الاتصال بشركات اللقاحات. وبحلول مايو 2020 قدم الوزير، بمعاونة فريق من العلماء والمسؤولين، خطة إلى الرئيس التشيلي سباستيان بنيرا، لضمان الحصول على أكبر كميات من اللقاحات فور اكتمال تصنيعها وفسحها. وأضاف أن بلاده استفادت من اتفاق توصل إليه عالم الكيمياء الحيوية الدكتور أليكسيس كاليرغيس مع شركة ساينوفاك بيوتك الصينية في بكين في أكتوبر 2019. ويقضي الاتفاق بالسماح للشركة الصينية بإجراء أبحاثها المتعلقة باللقاحات في تشيلي. وتم تطوير الاتفاق ليقضي بأن تكون تشيلي أحد أماكن التجارب السريرية على اللقاح الصيني، في مقابل تزويد تشيلي بكميات من اللقاح فور حصوله على الموافقة الطبية الصينية. ولم تقتصر الاتصالات التشيلية على الصين وحدها. فقد جرت اتصالات مماثلة بين تشيلي وشركتي أسترازينيكا البريطانية، وفايزر، وجونسون آند جونسون الأمريكيتين، وكانسينو الصينية، وتم إقناعها بإجراء جزء من تجاربها السريرية في تشيلي. وفي ديسمبر 2020 تسلمت تشيلي 21 ألف جرعة من لقاح فايزر، تم استخدامها في بدء تطعيم الكوادر الصحية. وبحلول يناير 2021، تسلمت تشيلي 4 ملايين جرعة من لقاح ساينوفاك الصيني، فقامت بتسريع حملات التطعيم. وفي فبراير 2021 بدأت تشيلي تتلقى كميات أكبر من اللقاحات حتى أمكنها بحلول مارس الجاري تطعيم ربع عدد سكان البلاد.