تتواصل الحرب على وباء كوفيد-19 من خلال تطعيم مزيد من السكان باللقاحات المتاحة عالمياً. وأوردت وثيقة فسح لقاح أسترازينيكا التي نشرتها رئاسة الحكومة البريطانية أنه من «غير المعروف» أن يتسبب اللقاح في حساسية شديدة. وقالت وكالة الأدوية الأوروبية، التي يوجد مقرها في أمستردام بهولندا، إنها قررت تحديث بيانات هذا اللقاح الإنجليزي الذي حصل عليه أكثر من 10 ملايين شخص، وأشارت إلى أن المعلومات المرفقة مع كل جرعة من لقاح أسترازينيكا-أكسفورد توضح أنه يتعين إبقاء الشخص 15 دقيقة بعد حصوله على الجرعة ليكون قيد المراقبة بعد التطعيم. وكانت دول أوروبية عدة قررت مطلع الأسبوع وقف استخدام اللقاح الإنجليزي بعد إصابة أشخاص بتجلط في الدم بعد تطعيمهم. لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لا توجد أية علاقة بين اللقاح وحالات تجلط الدم المشار اليها. ورفضت وكالة الأدوية الأوروبية أمس الأول المزاعم في شأن تسبب اللقاح الإنجليزي في جلطات دموية. وقالت شركة أسترازينيكا الدوائية العملاقة أمس إنها راجعت بيانات 10 ملايين نسمة تم تطعيمهم بلقاحها في بريطانيا ولم تعثر على أية حادثة من ذلك النوع. وقررت النمسا وقف استخدام شحنة تلقتها من لقاح أسترازينيكا بسبب تلك المزاعم، لكن مستشارها سباستيان كيرز قال إنه شخصياً سيخضع للتطعيم بهذا اللقاح قريباً أمام عدسات الصحافة العالمية والمحلية. وعلى صعيد ثانٍ؛ قال مسؤول علمي بريطاني أمس إن المتقاعدين في بريطانيا قد يحصلون على جرعة تعزيزية من اللقاح في أغسطس القادم، لتقوية مناعتهم ضد أية مخاطر صحية قد تنشأ الشتاء القادم. وقال نائب رئيسة لجنة اللقاحات الحكومية البروفسور أنطوني هاندن إنه يعتقد أنه ستكون ثمة حاجة للجرعة التعزيزية، إما للحماية من أي سلالة فايروسية قد تظهر لاحقاً، أو لتكون سياج سلامة، بحكم أن مدة المناعة التي سيوفرها اللقاح غير معروفة حتى الآن. وأضاف هارندن أنه يتعين بدء إعطاء الجرعة الثالثة في أغسطس وسبتمبر، بدلاً من تأخيرها إلى ما بعد ذلك، بحيث يكون المسنون البريطانيون على استعداد لدحر أية موجة ثالثة محتملة خلال أشهر الشتاء القارس. وأشار إلى أنه قد يكون أمراً حتمياً إعطاء المسنين جرعة ثالثة كل شتاء، بحيث يصبح التعامل مع فايروس كوفيد-19 أشبه بالتعامل مع فايروس الإنفلونزا الموسمية. اللقاح.. هل يخفف أعراض «كوفيد الطويل» ؟ ذكر تقرير نشرته صحيفة «صانداى تلغراف» أمس أن لقاح كوفيد-19 قد يزيل الأعراض المعروفة ب«كوفيد الطويل»، التي تستمر لدى بعض المتعافين، حتى بعد مرور شهور على تعافيهم من الإصابة بكوفيد-19. ويعتقد أن نحو شخص من كل 10 ممن يتعافون من الفايروس يظل يعاني أعراضاً مستمرة لمدة قد تصل إلى 12 أسبوعاً بعد تعافيه، أو ربما أطول من ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة تقارير توضح أن ما يراوح بين 20% و50% ممن يعانون من أعراض الوباء بعد تعافيهم قد يشعرون بتحسن حالاتهم بعد حصولهم على اللقاح، خصوصاً التعب الشديد، والصداع، والدوخة. ويقول العلماء إنهم لا يعرفون بوجه اليقين لماذا تحدث حالات «كوفيد الطويل» لدى بعض المتعافين من المرض. وقال منسق مجموعة مساندة ما بعد الإصابة بكوفيد لو بارنيس إن نحو 20% من المصابين ب«كوفيد الطويل» شعروا بتحسن ملموس بعد خضوعهم للتطعيم. وذكر أستاذ الطب بجامعة أكستر البريطانية الدكتور ديفيد ستراينز، الذي يشرف على عيادات «كوفيد الطويل» التابعة للخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا، إن التحسن شمل نحو 50% من المسجلين في تلك العيادات، وإن كان بعضهم أفاد بأن التحسن الذي شعر به كان مؤقتاً فحسب. وقال أستاذ علم المناعة بجامعة إمبريال كوليدج في لندن البروفسور داني ألتمان إنه شرع في إنشاء آلية للبحث في ظاهرة «كوفيد الطويل»، لمعرفة مسبباتها، وإمكان إيجاد علاج جذري لها.