لم يكن النجاح الذي حققته مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بتربعها على المركز الأول في القطاع الصحي، والمركز الرابع ضمن قائمة من أبرز 10 شركات وقطاعات حكومية وخاصة في المملكة لعام 2021، تدعم التقدم المهني لموظفيها وفق ما جاء في دراسة منشورة لشركة «لينكد إن» وليد الصدفة، أو رمية من غير رامٍ، بل جاء محصّلة لعمل دؤوب، وجهد مقدر، وتخطيط سليم أحكم مجلس الإدارة الحالي وضع ملامحه، واستشرف به أفقًا بعيدًا، وتابع خطوات تنفيذه على نحو ما تقتضي المسؤولية الملقاة على عاتقه والثقة التي أوليت إليه، فجاء عطاؤه كفاء هذه الثقة وإنجازه معمقًا لتطلع قيادتنا الرشيدة ومستهدفاتها الوضيئة التي تضمنتها رؤيتها المباركة. إن المؤشرات والمعلومات عن الجوانب الطبية والبحثية والتدريب والجودة وإرضاء المريض وتوفير بيئة عمل مريحة لموظفيها سعت المؤسسة للتميز فيها رغم تحديات جائحة كورونا وظروفها، والتي اعتمدت عليها «لينكد إن» تؤكد أنها عوامل ترتبط بمفهوم الإدارة السليمة، القادرة على رسم ملامح التميز والنجاح من خلال قدرتها على تحقيق التقدم المهني، وتنمية المهارات، واستقرار المؤسسة، فضلاً عن استقطاب الفرص الخارجية والتقارب بين الموظفين، والتنوع بين الجنسين والخلفيات التعليمية وتحقيق أكبر عدد من عمليات الزراعة والوصول بالخدمة العلاجية التخصصية لساكني المناطق البعيدة تماشياً مع إجراءات التحول الوطني وخطط المملكة الطموحة. فشرع التخصصي أسس السياحة الطبية وتوطين العلاج والتقنية الحيوية والعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية ليكون إحدى المنشآت الصحية التخصصية إقليميًا. كل هذا وغيره يبدو مجسّدًا في بيئة مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بفضل القيادة الحكيمة التي منحتها الدعم والتوجيه والنصح، فكانت هذه الإدارة التي تتمتع بالكفاءة الأكاديمية المميزة، تعضدها الخبرات العملية التراكمية، ومتى ما تكامل هذان العاملان في مؤسسة، فلا غرو أن يكون النجاح حليفها، والتميز قرينها. ولعل تأكيد معالي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة الدكتور ماجد الفياض على أن المؤسسة ماضية لتوفير أعلى مستويات الرعاية الصحية التخصصية وتقديم أفضل تجربة للمرضى في بيئة تعليمية وبحثية متكاملة استنادًا على 6 قيم رئيسة وهي: السلامة، والتمحور حول المريض، والتميز، والمسؤولية، والشفافية، والتعاون. إن من مظاهر النجاح في مسيرة المؤسسة أنها استطاعت توطين العلاج؛ وبخاصة في ما يتصل بعمليات زراعة الأعضاء المختلفة، بأحدث التقنيات الطبية «الروبوتات»، واضعًا المملكة ضمن العشرة الأوائل على المستوى العالمي في مجال زراعة القلب والتي بلغت 387 عملية مع استخدام جهاز حفظ الأعضاء ترانس ميدكس، وبلغت زراعة نخاع العظم 6537 عملية، كما تمت زراعة 236 رئة كبرنامج وحيد في العالم العربي، وزراعة 54 بنكرياسا، وكذلك زراعة 1608 أكباد بنسب نجاح عالية والحمدلله. كما أصبحت المملكة الثالثة عالميًا من حيث نسب التبرع بالأعضاء من الأحياء، كما يملك المستشفى بنكًا للعظام بلغ رصيده من الرقع العظمية 2374 رقعة لتقديم خدماته للمحتاجين، إضافة إلى حصول المؤسسة على العديد من براءات الاختراع واعتمادات عالمية بالجدارة والتفوق، وموافقة وكالة الطاقة الذرية على المشروع الوطني لممارسات التصنيع الجيدة ومنشأة السايكلترون وإنشاء مركز الطب الجينومي وغيره. إنجازات متراكمة بعضها فوق بعض على أرض الواقع المعيش، أكسب المملكة سمعة عالمية في المجال الصحي التخصصي، فضلاً عن المردود الاقتصادي وتوفير أموال كانت تهدر في كلفة العلاج بالخارج. كل هذه النجاحات خططت لها واستشرفت آفاقها الرحبة إدارة واعية ومسؤولة، وقادرة على رسم مسار المستقبل الصح لهذا الصرح الطبي التخصصي ليصبح منافسًا للمراكز العالمية في العالم الأول. ولعل الإستراتيجية التي وضعتها المؤسسة، والمشتملة على عدة أهداف منها: أن تتحول إلى مؤسسة غير هادفة للربح تحقق الاستدامة المالية، وتقديم تجربة عالية المستوى من الجودة وسلامة الرعاية الطبية للمرضى، وتوفير سهولة الوصول لخدمات الرعاية الصحية التخصصية، والتركيز على التخصصات الطبية الدقيقة التي تتميز بها المؤسسة، والريادة في المعرفة من خلال التعليم والبحث والابتكار لدعم أهدافها وجلب تلك القيم العلمية وتوطينها في المملكة، وتأسيس تعاون وتواصل فعّال ضمن إطار المؤسسة ومكوناتها المختلفة وكذا مع الكيانات الأخرى العامة والخاصة، والمضي قدماً لاستكمال تشغيل المجمع الجديد لتخصصي جدة حلم المواطن المنتظر ليصبح حقيقة بعزم قيادته الحكيمة. مؤسسة التخصصي ماضية في مسيرة النجاح على إيقاع الرؤية الطموحة منطلقة في صعودها على أجنحة إدارة تعرف واجباتها، وتؤدي دورها المنوط بها بأعلى درجات الكفاءة والاقتدار، وتخطط للمستقبل بإستراتيجيات قادرة على تحقيق كل الممكن، وتفجّر الطاقات الكامنة لخدمة توجهات المؤسسة وطموحها لخدمة المريض وإرضاء قيادته التي تستهدف رفاهية المواطن وسعادته وإنها لجديرة بأن تبلغ مقاصدها النبيلة طالما كان هذا صنيعها الذي نراه ماثلاً اليوم عيانًا، والمتوقّع مستقبلاً في مسطورات الإستراتيجية الموضوعة، فكل هذه بشارات تؤكد أن «التخصصي» مستعد وجاهز لعملية التحول وفق المبادرة المطروحة ضمن مستهدفات «الرؤية» العظيمة.