تحول مهرجان البن منذ انطلاقته قبل 8 سنوات بمحافظة الداير (شرقي منطقة جازان) لتظاهرة ثقافية وحضارية، وغدت ساحاته ميدانا للتنافس بين المزارعين لرفع جودة القهوة وعرضها بالطرق الحديثة وتطويرها والسعي لزيادة رقعة المساحة الزراعية وإنتاج المزيد من الكميات لتلبية رغبات الزوار الذين يزدادون عاما بعد عام بحثا عن القهوة الخولانية الأصيلة ذات الجودة العالية التي تزرع في مرتفعات جبال جازان وتبلغ الكمية الأكبر في محافظة الداير، ما جعل الأنظار تتجه نحو المحافظة لترقب الجديد كل عام وما سيقدمه مهرجان القهوة العربية لزواره من داخل المملكة وخارجها والحرص على استمراره للنسخة التاسعة وما بعدها، ما انعكس على المحافظة سياحيا وتنمويا. وأكد رئيس مهرجان البن الثامن الدكتور مفرح مسعود المالكي، أن المهرجان يمثل عرسا سنويا للمزارعين يحتفلون فيه بتسويق منتجهم ويلتقون بأقرانهم من المزارعين لتدارس أوضاعهم والاطلاع على التجارب والمبادرات التي تهدف لخدمة المنتج وتحسين الممارسات الزراعية وإحياء الموروث الثقافي والشعبي لأبناء المحافظات الجبلية، مبينا أن الجهات ذات العلاقة أسهمت في العمل على تطوير وتحسين الزراعة من خلال عمل الدورات التدريبية والبرامج الثقافية للمزارعين، إذ تطورت زراعة البن عاما بعد عام، وانعكس ذلك على زيادة عدد المزارعين واتساع الرقعة الزراعية، كما أسهم ذلك في التعريف بمحافظة الداير ثقافيا وحضاريا. وأوضح المالكي أن النسخة السابقة تميزت بعدة أشياء، منها الموقع الجديد والمميز للمهرجان وفي مكان مفتوح، إضافة لمشاركة الشركات العالمية وتنوع العارضين من المزارعين والجهات الحكومية والقطاع الخاص ومشاركة أبناء المحافظة من رجال وسيدات وكبار سن، ما أثرى في تبادل المعرفة بين الأجيال، مبينا أن اللجان تعكف حاليا على أن تكون النسخة التاسعة أكثر حضورا وإبهارا وتسعى لاستمرار المهرجان في الداير لما قدمه من خدمة انعكست على المحافظة وشبابها الذين يعملون حاليا في مجال القهوة والزراعة وفتحت لهم فرص عمل تجارية واقتصادية وصنعت منهم قيادات كانت من اكتشافات مهرجان البن. الاستمرار.. مطلوب ومهمة شاقة يرى أحمد جبران المالكي -صاحب مزرعة الشرقة بالداير- أن استمرار المهرجان للنسخ القادمة مهمة شاقة وتحتاج إلى جهود كبيرة، منها تعزيز جانب الشغف والانتماء للمهنة؛ الذي يساهم إلى حد كبير في زيادة المزارعين واتساع رقعة البن والسعي لإيجاد حلول عملية كبيرة للاستفادة من مياه الأمطار على المنطقة، فالموجود حاليا من محاولات بسيطة لا تفي بالحاجة. ويرى المالكي تعزيز الجانب الثقافي للأجيال القادمة بأهمية الزراعة عموما وزراعة البن خصوصا ضمن المناهج الدراسية والمنابر الدينية والمنصات الإعلامية. وفي السياق ذاته، يؤكد المزارع فرحان حيان المالكي أن المهرجان كان له أثر واضح على المزارعين، مبينا أنه قبل إقامة المهرجان كان الأمر مجرد هواية لا يغطي تكاليف ما يصرف وحاليا تحول لصناعة فارتفعت المبيعات وأصبح له دخل يوازي ما يصرف عليه، خصوصا مع الدعم الحكومي والتسويق الذي حظي به خلال نسخ المهرجان، موضحا أن دعم أمير منطقة جازان ورعايته للمهرجان وبحضور نائبه الذي خصص جائزة مقدارها مليون ريال لمزارع البن النموذجية كانت خير داعم.