الأستاذ سلمان الأنصاري كان راقياً في حواره مع وزير الخارجية شربل وهبة، ففي حديثه كان يستند على معرفة عميقة بتاريخ طويل جمع بين المملكة ولبنان، والأستاذ سلمان محلل سياسي مستقل (قالها لكي يعرف الوزير أن أقواله هي أقوال العارف وليس قول المستأجر كما يحدث مع معلقي تجار الشنطة)، وكان حريّاً بوزير خارجية أن يكون مؤدباً أو رجلاً دبلوماسياً كحد أدنى، ومن تابع اللقاء تنبه لعجز الوزير شربل عن الرد على حقائق مفردة أوقعت المملكة في أضرار جسيمة مصدرها لبنان كسياسة وكرجال سياسة هناك، ولم يكن إيقاف صادرات الفواكه والخضار هي السبب الرئيس في اختبار مدى اتساع صدر وصبر المملكة لكل إيذاء يصلها من لبنان. وإذا كانت السعودية في سياستها الخارجية عبر الزمن السابق (تبلع) الإيذاء من أجل وحدة العرب، فإنها لم يقدر لها تحمل الإيذاء المتواصل، والسياسة ترتكز على البحث عن المصالح الوطنية، فهل يعيبها الآن أن تبحث عن مصالحها مهما كان القريب أو البعيد؟ وإذا تعكر مزاج معالي الوزير لعجزه عن الرد، كان حريّاً به معرفة صيرورة التاريخ، وأن الزمن انتقل وغير مواقع دول المركز، نعم نحن (البدو) تحولت بلداننا إلى مركز، ومركز عالمي وليس إقليمياً، وهذه حقيقة راهنة، فهل تلفظ الوزير بكلمة (البدو) أو ذكر مقتل جمال خاشقجي هما صد لما سببته لبنان وسياستها من وجع رأس لنا؟ يا معالي الوزير أنت نتاج الفوضى السياسية العارمة في لبنان، وكان عليك أن تخبئ نفسك تحت الأرض قبل أن تكون ضيفاً على برنامج يبث للعالم، لم تجرحنا كلمة (بدو)، بل فضحت رقة تفكيرك وفقرك للدبلوماسية. ثم إن كلمة بدو هي حقيقة كل المجتمعات عبر التاريخ، وهو تقسيم اجتماعي وليس مسبّة، كان جديراً ببلادك أن تخفيك عن الأعين (يخزي العين) فأنت (بلبعت) كمية كبيرة من حبوب عدم الفهم.!