يمثل توقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء باكستان عمران خان، على اتفاق إنشاء مجلس التنسيق الأعلى السعودي الباكستاني؛ نقطة انطلاق في مسيرة العلاقات السعودية الباكستانية، وإيصالها لمصاف الشراكة الإستراتيجية، كما يعكس المجلس حرص القيادتين على مأسسة العلاقات وتأطيرها، ونقلها إلى آفاق أرحب في جميع المجالات، وإدخال المبادرات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والعسكرية في إطار التعاون التكاملي الإستراتيجي، بما ينسجم مع تطلع البلدين إلى بناء شراكة إستراتيجية طويلة الأمد. وتعد علاقة الشراكة الإستراتيجية بين المملكة وباكستان من أهم الشراكات التي تسهم في تحقيق التوازن الإقليمي ودعم أمن واستقرار المنطقة، من خلال حرص قيادتي البلدين على تنسيق الجهود في كافة المجالات. وليس هناك رأيان أن الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين تعتبر أحد العوامل المهمة التي أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين على مدى العقود الماضية، وقد أسهمت الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في فبراير 2019، في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، وذلك من خلال الإعلان عن إنشاء مجلس التنسيق الأعلى السعودي – الباكستاني في تلك الزيارة؛ كون المجلس سيلعب دورا محوريا في تطوير التعاون الثنائي والارتقاء به إلى آفاق أرحب. وتحظى القيادة السعودية الرشيدة باحترام وتقدير كبيرين لدى جميع الأوساط السياسية الرسمية والحزبية والإسلامية والشعبية الباكستانية، انطلاقاً من الروابط الإسلامية والأسس المتينة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين على المستويين الثنائي والإسلامي، وباعتبار المملكة من الدول الرائدة للعمل الإسلامي المشترك، ولدعمها المستمر لجمهورية باكستان منذ استقلالها إلى اليوم، وما تقدمه من خدمات متكاملة لقاصدي وزوار الحرمين الشريفين والمشروعات الكبيرة في المشاعر المقدسة. ويعتبر البعد الإسلامي أحد أسس تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، حيث تعتبر المملكة وباكستان من الدول الإسلامية الرائدة التي تحرص على وحدة صف العالم الإسلامي ومواجهة التحديات المشتركة تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي. لقد حظيت رؤية المملكة 2030 بالتقدير والاحترام من قبل العديد من القيادات الباكستانية المؤثرة، باعتبارها نقلة نوعية في التفكير السياسي السعودي الناضج، وتعكس منهج الإسلام الوسطي وتكرس قيم التسامح والتعايش السلمي. وجاء تأكيد الجانبين على ضرورة تضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف والعنف ونبذ الطائفية، والسعي الحثيث لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، والتشديد على أهمية مواصلة الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي لا ترتبط بأي دين أو عرق أو لون، والتصدي لكافة أشكالها وصورها وأياً كان مصدرها. كما أن دعم رئيس الوزراء الباكستاني (عمران خان) لمبادرات «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» يحظى بتقدير قيادة وشعب المملكة، كما يؤكد على حيوية العلاقات بين البلدين، وتجدد آفاق التعاون المشترك لمواجهة التحديات المعاصرة مثل قضايا المناخ. وتقدر المملكة التعاون العسكري البناء والوثيق بين البلدين، وتؤكد أن هذا التعاون يخدم أمن واستقرار المملكة وباكستان، كما أنه يأتي ثمرة لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. هناك تعاون كبير مشترك في المجال العسكري بين المملكة باكستان، ويتم تنفيذ تمارين عسكرية دورية سعودية باكستانية ومناورات مشتركة، امتداداً لخطط وبرامج قواتهما المسلحة التدريبية المعدة مسبقاً لتطوير المهارات القتالية لضباط وأفراد القوات المسلحة، ورفع مستوى الجاهزية القتالية، وتعزيز التعاون الإقليمي بين البلدين. وتعتبر عضوية باكستان في التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، الذي أنشأته المملكة العربية السعودية، إضافة نوعية لهذا التحالف الذي يعد المنظومة الأساسية لمكافحة الإرهاب والتطرف ودعم قيم الوسطية والاعتدال على مستوى العالم الإسلامي. علاقة المملكة تتبنى تكريس الوسطية والتسامح ومواجهة التطرف وتعزيز الأمن والسلم العالمي.. الرياض - الباكستان.. شراكة المصير المشترك.. دعم قضايا الأمة ونبذ الطائفية.