يبدأ رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان اليوم زيارة رسمية إلى المملكة تلبية لدعوة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-،وتحمل الزيارة التي تستمر يومين ملفات مهمة، إضافة لاستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، وكذلك بحث عدد من المستجدات في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتجسد المباحثات المرتقبة بين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- مع شقيقه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عمق العلاقات الثنائية بين المملكة وباكستان،وتؤشر لتطابق رؤى البلدين حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية خاصة ما يتعلق بأمن المنطقة واستقرارها، فيما تعد علاقات البلدين تاريخية وقوية، وسعت المملكة وباكستان لتطوير العلاقات التجارية والثقافية والدينية والسياسية والاستراتيجية منذ تأسيس باكستان في عام 1947، وتعتبرها المملكة أقرب حلفائها من غير العرب وأقرب حليف من المسلمين. تعزيز العلاقات الثنائية وأسهمت الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين أحد العوامل المهمة في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين على مدى العقود الماضية، وعززت الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في فبراير 2019، في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، وذلك من خلال الإعلان عن إنشاء مجلس التنسيق الأعلى السعودي - الباكستاني الذي سيكون دوره محورياً في تطوير التعاون الثنائي والارتقاء به إلى آفاق أرحب، فيما عكست زيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية لباكستان (ولي العهد آنذاك) في عام 2014، حرص قيادة المملكة على مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، حيث تخلل الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات لتمويل مشاريع تنموية في باكستان. واختار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أن تكون المملكة أول دولة يزورها بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية عام 2018م، كما زارها 4 مرات عام 2019م، في دلالة على اهتمامه بتعزيز العلاقات مع المملكة وقيادتها، وتأتي زيارته الحالية استمراراً لنهج التشاور بين القيادتين حول القضايا الإقليمية والدولية لتعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين. وتعد علاقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وباكستان من أهم الشراكات التي تسهم في تحقيق التوازن الإقليمي ودعم أمن واستقرار المنطقة، من خلال حرص قيادتي البلدين على تنسيق الجهود في كافة المجالات. ويعتبر البعد الإسلامي أحد أسس تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، حيث تعتبر المملكة وباكستان من الدول الإسلامية الرائدة التي تحرص على وحدة صف العالم الإسلامي ومواجهة التحديات المشتركة. تمارين عسكرية ومناورات مشتركة هناك تعاون كبير مشترك في المجال العسكري بين المملكة وباكستان، ويتم تنفيذ تمارين عسكرية دورية سعودية باكستانية ومناورات مشتركة، امتدادًا لخطط وبرامج قواتهما المسلحة التدريبية المعدة مسبقاً لتطوير المهارات القتالية لضباط وأفراد القوات المسلحة، ورفع مستوى الجاهزية القتالية، وتعزيز التعاون الإقليمي بين البلدين. وتعتبر عضوية باكستان في التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الاٍرهاب، الذي أنشأته المملكة العربية السعودية، إضافة نوعية لهذا التحالف الذي يعد المنظومة الأساسية لمكافحة الاٍرهاب والتطرف ودعم قيم الوسطية والاعتدال على مستوى العالم الإسلامي، فيما تشيد المملكة بالتعاون العسكري البناء والوثيق بين البلدين والتأكيد على أن هذا التعاون يخدم أمن واستقرار المملكة وباكستان، كما أنه يأتي ثمرة لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. مليونا باكستاني في ضيافة المملكة تحتضن المملكة جالية باكستانية كبيرة تقدر بنحو مليوني مقيم وهي محل اهتمام قيادة وشعب المملكة، ويحرص الجميع على رعايتهم وتقدير جهودهم وإسهاماتهم في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية. وتحظى القيادة السعودية الرشيدة باحترام وتقدير كبيرين لدى جميع الأوساط السياسة الرسمية والحزبية والاسلامية والشعبية الباكستانية، انطلاقاً من الروابط الإسلامية والأسس المتينة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين على المستويين الثنائي والإسلامي، وباعتبار المملكة من الدول الرائدة للعمل الإسلامي المشترك، ولدعمها المستمر لجمهورية باكستان منذ استقلالها إلى اليوم، وما تقدمه من خدمات متكاملة لقاصدي وزوار الحرمين الشريفين والمشروعات الكبيرة في المشاعر المقدسة. مجلس التنسيق الأعلى.. نقطة انطلاق لتعزيز التعاون المشترك تمثل أعمال مجلس التنسيق الأعلى السعودي الباكستاني نقطة انطلاق في مسيرة العلاقات السعودية الباكستانية، ويعكس المجلس حرص القيادتين على مأسسة العلاقات وتأطيرها، ونقلها إلى آفاق أرحب في جميع المجالات، وإدخال المبادرات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والعسكرية في إطار التعاون التكاملي الاستراتيجي، بما ينسجم مع تطلع البلدين إلى بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد. ترحيب باكستاني بمستهدفات الرؤية حظيت رؤية المملكة 2030 بالتقدير والاحترام من قبل العديد من القيادات الباكستانية المؤثرة، باعتبارها نقلة نوعية في التفكير السياسي السعودي الناضج، وتعكس منهج الإسلام الوسطي وتكرس قيم التسامح والتعايش السلمي، وتوفر الفرص والممكنات للبلدين للدخول في شراكات وتحالفات استثمارية في إطار مبادرات الرؤية. كما أن دعم دولة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لمبادرات «السعودية الخضراء» و»الشرق الأوسط الأخضر» يحظى بتقدير قيادة وشعب المملكة، كما يؤكد حيوية العلاقات بين البلدين، وتجدد آفاق التعاون المشترك لمواجهة التحديات المعاصرة مثل قضايا المناخ. منح دراسية لطلاب البلدين توفر الجامعات السعودية منحاً دراسية للطلاب الباكستانيين، كما يتلقى طلاب سعوديين تعليمهم في باكستان، وهو الأمر الذي نجح في توطيد العلاقات الثقافية والتعليمية، وتحقيق التواصل الحضاري والثقافي بين الشعبين الشقيقين، والاستفادة من الإمكانيات العلمية التي تتمتع بها الجامعات السعودية، إضافة إلى تعريف الطلاب الباكستانيين بما تشهده المملكة من نهضة تنموية ومشاريع عملاقة في مختلف المجالات في ظل رؤية 2030. فرص استثمارية وتجارية هائلة تتوفر للقطاع الخاص في البلدين فرص استثمارية وتجارية هائلة في مختلف القطاعات، من ضمنها قطاع التعدين والبتروكيماويات والغذاء والدواء وغيرها من القطاعات، والمملكة حريصة على إزالة معوقات تنمية التبادل التجاري بين البلدين، وتدعم جهود تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية، وتعزيز فرص الشراكة في مختلف المجالات، بما يتناسب مع حجم الدولتين ومكانتيهما الإقليمية والدولية، وإمكاناتهما الكبيرة. 17 مشروعاً تنموياً في قطاعات الطاقة والمياه تهتم المملكة بتنمية وازدهار باكستان، حيث قدم الصندوق السعودي للتنمية العديد من المساعدات التنموية، منها تقديم 20 قرضاً تنموياً للمساهمة في تمويل تنفيذ 17 مشروعاً تنموياً في قطاعات الطاقة والسدود والمياه والصرف الصحي والنقل والبنية التحتية بقيمة 3.5 مليار ريال، وتقديم عمليات تمويل وضمان صادرات بقيمة 17.6 مليوناً، وتمويل دعم استيراد باكستان مشتقات نفطية سعودية بقيمة 270 مليوناً، وتخصيص ثلاث منح بقيمة 1.250 مليار لتمويل مشروعات إعادة الإعمار وتأهيل المناطق المتضررة من الزلازل، إلى جانب الدعم الإضافي المستمر لباكستان - عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية - لمواجهة الآثار المدمرة للزلازل.