«السعودية تنظر لإيران بوصفها دولة جارة، وتطمح لتكوين علاقات جيدة معها»، هذا ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية بثتها «العربية» (الثلاثاء).. أين المشكلة إذن؟ المشكلة يقول الأمير الشاب: «هي سلوك طهران السلبي سواء عبر برنامجها النووي أو دعم مليشيات خارجة عن القانون». وهنا مربط الفرس كما يقولون، فالرياض لا ترفض تطبيع العلاقات مع طهران، ولكنها تريد أن تتعامل مع إيران الدولة وليس إيران الثورة، أن تتعامل مع دولة طبيعية داخل حدود طبيعية ومعترف بها تدرك أن عليها واجبات ولها حقوق. الأمير محمد بن سلمان ألقى بالكرة مجددا في الملعب الإيراني عندما قال «لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس نريد أن تنمو وأن تكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار».. والسؤال: هل يلتقط النظام الإيراني طرف الخيط السعودي ويبني عليه؟ وهل يستوعب الدرس هذه المرة؟ وبحسب مراقبين، فإن رد الفعل الإيراني على تلك التصريحات سيظهر ما إذا كانت طهران عازمة على تغيير نهجها المزعزع للاستقرار في المنطقة أم أنها ماضية في مخططها السلبي؟ الإشكالية مع إيران -كما أخبر ولي العهد- تتمثل في «التصرفات السلبية التي تقوم بها سواء من برنامجها النووي أو دعمها لمليشيات خارجية عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها الباليستية». ومن هنا، فإنه على إيران وهي تواجه ظروفا داخلية وإقليمية غاية في الصعوبة أن تقرأ وتستوعب جيدا رسالة الأمير محمد بن سلمان، التي تصب في مصلحتها، ومصلحة دول المنطقة، وأن تأخذ الخطوة التالية بأن تمد يدها للتعاون وتحقيق المصالح، وأن توقف ممارساتها السلبية ودعمها لجماعات العنف والإرهاب. ويعتقد مراقبون سياسيون أن الفرصة سانحة أمام النظام في طهران لإعادة تقييم مواقفه وتصرفاته، محذرين من أن ضياعها من شأنه مفاقمة الأوضاع الداخلية التي تعج باحتجاجات في مختلف المدن والمحافظات تنديدا بالوضع المعيشي.