فيما صنفت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس، اثنين من قيادات الميليشيات الإيرانية العاملة في البحرين ضمن قوائم الإرهاب، رأى مراقبون أن تعهدات ترمب بملاحقة إيران خلال الآونة الماضية، باتت تترجم على أرض الواقع ضمن سياسة أكثر صرامة مع طهران مقارنة بالإدارة السابقة. وتزامن إعلان الخارجية الأميركية مع جولة يجريها كل من ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي أشار فيه بيان البيت الأبيض بعد لقاء الرئيس ترمب والأمير محمد بن سلمان الثلاثاء الماضي، إلى ضرورة مواجهة تصرفات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة. بيانات سابقة أصدرت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس بيانا أشارت فيه إلى وضعها كلا من المدعو أحمد حسن يوسف، ومرتضى مجيد رمضان علوي، المنضويان ضمن ما يعرف ب«سرايا الاشتر» المتطرفة، جاء بسبب تصاعد هجمات المتمردين في البحرين، متهمة إيران بشكل صريح بتقديم الاسلحة والتمويل والتدريب للعناصر الموالية لها، ومؤكدة مواصلة الجهود الاميركية لوأد نشاطات ايران المتعلقة بالارهاب. ويرى مراقبون، أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت قد اتهمت طهران مرارا بالتدخل في شؤون المنطقة، ودعم الإرهاب عن طريق منظمة الحرس الثوري والميليشيات التي تقاتل بالوكالة في بعض العواصم العربية، إلا أن البيانات الصادرة من إدارة الأخير تراجعت خلال السنوات الماضية، ولم تقدم شيئا عمليا لمحاصرة طهران، بل إنها أبرمت معها اتفاقا نوويا يتأتى بمقتضاه الإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة، وهو الأمر الذي تحدثت عنه عدة تقارير دولية، واتهمت طهران باستغلال تلك الأموال وتحويلها لدعم الميليشيات التابعة لها في بؤر التوتر. سجل إرهابي بحسب بيان الخارجية الأميركية، يعرف عن ميليشيا «سرايا الأشتر» أنها مسؤولة عن عدة عمليات إرهابية وقعت داخل البحرين، حيث استهدفت تلك الأحداث رجال أمن ومدنيين، وسقط خلالها ضحايا، بالإضافة إلى تهديد مصالح دول الخليج العربي الأخرى من ضمنها السعودية. وتشير تقارير مطلعة إلى أن التنظيم تأسس في البحرين عام 2012، ويتلقى تدريباً ودعماً مباشرا من إيران والجماعات الشيعية العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. التدريب بالعراق ترى المصادر البحرينية الرسمية، أن ميليشيا «الأشتر» يجري تدريبها على الأراضي العراقية، بتمويل إيراني، حيث كشفت أعمال البحث أن الشخصين اللذين تم تصنيفهما ضمن قوائم الإرهاب في الخارجية الأميركية، قاما بتسهيل سفر عدد من العناصر إلى العراق عام 2014، وتم تدريبهم من قبل ميليشيا «كتائب حزب الله» العراقية على صناعة المتفجرات وحمل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إلى جانب عمليات الخطف والقنص والرماية، وفك السلاح وتركيبه. ونفذت ميليشيا «الأشتر» عدداً من العمليات الإرهابية داخل البحرين بين عامي 2013 و2015، من ضمنها تفجيرات في قرى السنابس والديه، والبديع والشاخورة والمقشع والدراز، إضافة إلى مواقع أخرى مثل مدينة حمد وأحد المجمعات التجارية.