كشف استشاريان في طب النوم، أن لفسيولوجية النوم واليقظة لدى الإنسان دورا في تنظيم وظائف جهازه المناعي، إذ أثبتت دراسات عديده علاقة النوم بالجهاز المناعي وأثر الحرمان من النوم على الجهاز المناعي، وقد خلصت في مجملها إلى أن الحرمان من النوم يضعف الجهاز المناعي، ويساعد على العدوى بالبكتيريا والفايروسات المختلفة، حيث يقل عدد الخلايا المسؤولة عن إفراز الأجسام المضادة للجراثيم التي تحاول أن تغزو الجسم، وكذلك الخلايا القاتلة الطبيعية وهى الخلايا المسؤولة عن التصدي للفايروسات والخلايا السرطانية، بالإضافة إلى نقص الخلايا الأكولة، ما يجعلنا أكثر عرضة للعدوى دون وجود المقاومة الكافية. تعزيز الجهاز المناعي وقال ل«عكاظ» كل من استشاري أمراض الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، والباحث في طب النوم الدكتور إبراهيم احمد زكريا، أن النوم لساعات كافية يعزز جهاز المناعة، ويكافح الجراثيم لا سيما في هذه الأيام التي نشهد فيها استمرار جائحة كورونا المستجد، ما يجعل الحاجة لنوم صحي أمرًا ملحًا لاكتساب مناعة جيدة، وبالتالي مقاومة هذا الفايروس وغيره «حمانا الله» وإياكم من كل بلاء. أسباب النوم المتقطع وبخصوص الأفراد الذين يعانون من تقطع النوم أوضحا بالفعل هناك أشخاص يعانون تقطعا متكررا في النوم لأسباب مختلفة كالأمراض المزمنة، ما يستدعي قيام بعضهم بالليل عدة مرات لقضاء الحاجة، ومنهم من تصيبه نوبات الألم أثناء الليل أو صعوبات في التنفس بسبب مشاكل صحيه، وكذلك من يتقطع نومه بسبب تغير الروتين المعتاد وعدم توفر الهدوء والجو المناسب لاسيما في هذه الأيام مع إطلالة رمضان، حيث ينشط الكثير منا خلال ساعات الليل وبالأخص أبناؤنا والذين سيقضون بعد أيام إجازتهم المدرسية فلا يجدون من يشجعهم على النوم مبكرًا بعد أداء صلاة الفجر وأخذ كفايتهم من الراحة لتنمو عقولهم وأجسادهم بشكل صحي ومتوازن ولئلا يعتادوا على تقلب ساعات النوم ويعانوا من تبعاتها الصحية والنفسية عاجلا أم آجلا، وللتغلب على تقطع النوم المتكرر أثناء الليل ينبغي معرفة السبب فإن كان بسبب مرض معين فينبغي استشارة الطبيب المختص وسؤاله عما إذا كان يلزم تغيير مواعيد وجرعات الدواء تبعًا لساعات الصيام والإفطار ومعرفة تداعيات ذلك على الصحة وعن الحاجة للمسكنات أو ما يساعد على التنفس كل بحسب حاجته وشكواه، أما إن كان تقطع النوم لأسباب أخرى فيمكن السيطرة عليه من خلال الالتزام بروتين يومي منتظم للنوم والاستيقاظ مما يجعل الجسم يعتاد على هذه الأوقات وتحديدًا الساعة البيولوجية، وكذلك الابتعاد عن الإجهاد والتوتر واتباع الارشادات الصحية. تحديد مواعيد النوم وأكدا أن الجسم يستجيب جيداً للروتين، لذا يجب على كل فرد أن يخطط ليومه في رمضان، ويحاول أن يوفر لنفسه وقتًا للحصول على قسط كاف من النوم، وبالتالي اغتنام أوقات هذا الشهر الثمينة، لذلك ينصح بتحديد مواعيد النوم والاستيقاظ وأيضاً مواعيد القيلولة والسحور، ومحاولة الالتزام بهذه الخطة على مدار الشهر المبارك حتى يحصل الفرد على عدد ساعات النوم الكافية، ومهما كانت خطط الفرد في رمضان فإنه يجب الالتزام بها على قدر المستطاع ومحاولة دائماً أن يستمع الفرد لاحتياجات جسمه، مع التأكيد على أن الصيام والقيام لا يتعارضان مع نوم صحي وكاف.