عرفناها على وجوه الأطباء والطواقم الطبية، لم تكن شهرتها توسعت لتشمل غيرهم، ومع جائحة «كورونا» أصبحت الأشهر عالمياً، وعلى وجه كل الناس كباراً وصغاراً، غنياً وفقيراً، مسؤولاً وعاطلاً، وموظفة وربة منزل. أصبحت «الكمامة» وسيلة حماية من هذا الفايروس الفتاك، وبما أن لها هذه الأهمية الكبيرة، كان لابد أن تُعامل باحترام، ليس في ارتدائها فقط، بل حتى طريقة التخلص منها.. احترام ما كان نافعاً لنا لا يُنهي احترامه وقت اكتفائنا منه. كم تألمت حين أرى مناظر موجعة محزنة مخزية للأسف! بعيدةً عن أي تحضر واحترام للغير أو خوف على صحتهم.. مناظر مثيرة للاشمئزاز والاستفزاز، وهو تناثر «الكمامات» وقفازات الأيدي هنا وهناك، بل وتنقل العدوى.. منظر استفزني أمام مركز طبي جعلني ألتقط صورة فوتوغرافية له، ليكون شاهداً على كمية الغضب الذي بداخلي. أعتقد أن البلدية لم تقصر في نشر حاويات النفايات في كل شارع و«زقاق»، أو ليس من الأولى أن تُرمي «الكمامة» أو القفاز في هذا المكان؟، وإن لم تر أعيننا تلك «الحاوية» وأصابنا كسل مبادرة البحث عنها، فلن يُضيرنا إن جعلنا هذه الكمامة والقفاز بسيارتنا إلى أن نجد المكان المناسب للتخلص منها.. إنها صورة تعكس تحضر المجتمع ووعي أفراده، وتعاونهم في المساهمة في الحد من انتشار هذا الفايروس. لذا أطلق مبادرة «فضلاً احترم الكمامة»، وأتمنى من الجميع أن يُسهم في نشر هذا الوعي، وأن نلمس قريباً شوارع ومرافق نظيفة بدون وجود مخلفات كمامات أو قفازات، لنكون محققين وقوفنا مع جهود الدولة في الحد من انتشار فايروس «كورونا»، والإسهام في رفع الوعي المجتمعي بأفراده، ونحقق أيضاً تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو للنظافة وعدم الإضرار بالآخرين.