أثارت زيارة رئيس الوزراء الليبي الجديد عبد الحميد الدبيبة لتركيا التساؤلات حول المغزى والتوقيت، خصوصا أنها جاءت عقب زيارته للقاهرة. ورغم التورط التركي في المستنقع الليبي وإذكائه نار الفتن وتأجيج الحرب عبر دفعه بالمرتزقة السوريين إلى الأراضي الليبية، فقد عاد الرئيس التركي رجب أردوغان خلال المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع مع الدبيبة إلى ممارسة هوايته في الدجل والكذب عندما قال: «دعمنا لليبيا حال دون سقوط طرابلس ومنع ارتكاب مجازر جديدة وضَمِن وقف إطلاق النار».واللافت أن زيارة الوفد الليبي لأنقرة التي ناقشت العديد من الملفات في التعليم والصحة والصناعة، وتضمنت توقيع اتفاقات شراكات جديدة لم تتطرق إلى أبرز القضايا الشائكة وهي مرتزقة أردوغان، ومتى يرحلون عن ليبيا؟ هذا الملف الساخن الغائب عن النقاش دفع مراقبين سياسيين إلى التحذير من محاولات أردوغان الالتفاف على ليبيا مجددا عبر الهيمنة على حكومة الدبيبة على نحو ما فعل مع سلفه فايز السراج الذي حول طرابلس إلى ولاية تركية. ويتخوف المراقبون من زيارة الدبيبة لتركيا وتجاهله ملف المرتزقة السوريين والقواعد العسكرية التركية. وفي ظلّ الأجواء التي سادت اللقاء لا يمكن تجاهل الدور التخريبي الذي لعبته أنقرة في ليبيا وإن كان قد تراجع في رأي البعض، إلا أنه لا يزال يتحمل المسؤولية عن المعاناة والدماء، وإطالة أمد الحرب بدعمه أحد أطرافها.