كشفت مصادر موثوقة أن تركيا خاطبت مصر برسالة أعلنت خلالها التزامها ب«خارطة طريق» لعودة العلاقات بين البلدين. وأفادت المصادر بأن تجميد القاهرة تطبيع العلاقات أزعج أنقرة ودفعها إلى إرسال هذه الرسالة معلنة عزمها تنفيذ الشروط المصرية. ورجحت المصادر أن تشهد الأشهر القليلة القادمة تسريعا تركيا في الاستجابة لمطالب القاهرة، التي أعلنت بدورها عدم وجود أي اجتماعات موسعة مع مسؤولين أتراك قبل إبداء حسن النية وتنفيذ المطالب. وبحسب المصادر، تعهدت تركيا لمصر عبر رسالتها بوضع جدول زمني لسحب المرتزقة السوريين من ليبيا، كاشفة أنها سترسل وفداً أمنياً إلى ليبيا للإشراف على خروج تلك المجموعات، كما أنها ستمنح القاهرة ضمانات بذلك. وأكد مراقبون أنه ما لم تلتزم أنقرة بإخراج مليشياتها المسلحة من ليبيا فإن مسار تحسين العلاقات سوف يتعثر كثيرا. ولفت المراقبون إلى أن هذا الملف كان وراء قرار القاهرة تجميد الاتصالات مع أنقرة إلى أجل غير مسمى. وبحسب هؤلاء المراقبين، فإن نظام أردوغان الذي بات معزولا إقليميا ودوليا بات يستجدي تحسين العلاقات مع مصر. وبشأن الملف الأبرز والشائك المتعلق بجماعة «الإخوان»، أعلنت تركيا أن عدداً من قيادات الجماعة وقعوا إقرارات بتعليق ووقف ممارسة أي نشاط سياسي على الأراضي التركية. في الوقت الذي أعلنت أنقرة التزامها تفكيك أي أحزاب سياسية للتنظيم الإرهابي داخل البلاد، وعدم إنشاء أية أحزاب تعمل من داخل تركيا على الإضرار أو المساس بالأمن القومي المصري. وأعلن إعلاميان من «الإخوان» هما معتز مطر ومحمد ناصر أمس (السبت) أنهما في إجازة مع وقف برنامجيهما على قناتي «الشرق» و«مكملين»، اللتين تبثان من إسطنبول. وتسعى تركيا خلال الفترة الأخيرة إلى تحسين علاقاتها مع مصر التي اشترطت عدم التدخل في القضايا الداخلية أو المساس بالأمن القومي المصري والعربي.