قالوا في الأمثال: (جبتي الهدية وعينك فيها، وعندنا قعدتي أكلتيها). يطلق هذا المثل على البُخلاء، ومن باب المصداقية هو ينطبق بحذافيره على (شخصة) شِبه إنسانة أعرفها من السهل أن تقتلع ضرسها ولكن من الصعب أن تقترب من قِرشها، لأنها سوف (تُعرمشك) بعظامك ! لا شك أن البُخل صفة سيئة وخصلة ذميمة ومكروهة تمنع الإنسان من البذل والعطاء، وعادةً الشخص البخيل هو شخص مكروه لا يحبه الناس ولا يتوددون له. ومن الناس من هو مثل الشاعر الجاهلي (الحطيئة) الذي كان ذات يوم جالساً أمام بيته وهو يحمل عصا، فمر به رجل وقال له: أنا ضيف، فأشار الحطيئة إلى العصا وقال: إنما هي للضيوف. فَفر الرجل هارباً و(حط رجله) المسكين وأطلق ساقيه للريح. وفي رواية سأل جماعة من الناس في السوق رجلاً شديد البُخل لا يتصدق على الفقراء ولا يعطي مسكيناً قرشاً واحداً، فقالوا له: قل لنا يا فُلان ما أحسن الأيادي التي تُحب أن تتناول معك الطعام؟ فرد عليهم قائلاً: الأيادي المبتورة ! لأنها لن تستطيع تناول الطعام ولا مَدها في الصحن، لذلك فهي من أحب الأيادي (على قلبي) والتي أحب أن تشاركني. وعلى طاري البُخل والطعام؛ وبما أني أكتب لكم وأنا (جائعة)، هل تعلمون أن هناك (ساندوتش شاورما) قد تسبب في طلاق زوجين لم يمضِ على زفافهما سوى شهر العسل الذي تحول إلى (بصل) في الأخير ! حيث رفض الزوج شراء (شاورما) لزوجته في أول موعد غداء لهما بعد الزفاف، كما اتهمها بالاستغلالية والنفاق والمادية، ولا أستبعد أن تكون قد طلبت منه أن (يُكثر ثوم) ! ولكن الزوجة قالت: إن طبع البُخل لديه قد بات واضحاً جداً بعد الزواج، حيث أخبرها مُسبقاً أنه يكره تناول الطعام في المطاعم كونه إهداراً للمال، إلا أنها لم تلقِ بالاً لكلماته تلك. والمسكينة كانت قد طلبت منه الخروج لتناول عصير فقط، غير أن عند وصولهم للمطعم شعرت بالجوع فطلبت معه (شاورما) وقوبل طلبها بالرفض والغضب وفوقها (ورقة طلاقها). وهذه قصة أخرى لامرأة أمريكية دخلت بكل فخر إلى «موسوعة جينيس» للأرقام القياسية كونها أبخل شخص على وجه الأرض، حيث اقتصدت (المعفنة) في الإنفاق حتى على أهم متطلبات الحياة، فهي لم ترتدِ في حياتها سوى رداء أسود واحد، وكانت تستحم في السنة (مرة واحدة) فقط توفيراً للماء والصابون. واسمحوا لي أن أكتفي بهذا القدر من (العطاء) حتى لا تُسول لكم أنفسكم وتقولوا عني بخيلة معكم، والشاهد ذات يوم سألتني صديقة (ملقوفة) وقالت لي: ماذا تفعلين إن اشتد عليكِ البرد؟ فقلت لها: أقترب من الدفاية. فقالت لي: وإذا (اشتد) أكثر وأكثر، فقلت: (أقترب) أكثر وأكثر. فقالت: وإذا (اشتد) أكثر وأكثر وأكثر، فقلت: (أقترب) أكثر وأكثر وأكثر، فقالت: وإذا اشتد أكثر وأكثر وأكثر وأكثر، فقلت لها: خلاص (فُكّيني) سأشغل الدفاية ! وبما أن الشيء بالشيء يُذكر؛ يقولكم فيه بخيل أتزوج بخيلة جابوا بنت سمُوها (حَصالة) !