د. عبدالعزيز حسين الصويغ - المدينة السعودية هناك نوادر عديدة في الأدب العالمي عن البخل والبخلاء. أما على المستوى العربي فقد قيل إن بخلاء العرب أربعة: الحُطيئة وحميد الأرقط وأبو الأسود الدؤلي، وخالد بن صفوان. كان الأول يستخدم العصا لإبعاد ضيوفه، وأما حميد الأرقط فكان هجّاء للضيوف فحّاشا عليهم،. وكان أبو الأسود يقول: لو أطعمنا المساكين من أموالنا كنّا أسوأ حالا منهم. أما خالد بن صفوان فكان إذا دخل عليه درهم طرحه في الصندوق وقفل عليه فلا يرى بعد ذلك شمسًا. ولا يظهر له صوت. ولقد كشفت الأخبار قريباً عن بخيل جديد يضاف إلى الأربعة السابقين وربما يتجاوزهم إذا قارنا عصرهم بعصرنا الحالي الذي اختلفت فيه معايير الحياة ورغدها. وصاحبنا الجديد لم يُهدد باستعمال عصاه ، كما فعل الحُطيئة، بل استعملها ليؤدب بها زوجته حين انهال عليها ضرباً أمام أبنائها حتى فقدت الوعي بسبب طبخها «دجاجة كاملة» على سفرة الإفطار له ولأبنائه الأربعة؟! ولم يكتف بذلك بل تركها دون أن يحاول نقلها إلى المستشفى لإسعافها بعد أن فقدت وعيها من الإعياء ومن الإصابات التي وقعت بها؟! وقد يدهش القارئ إذا قلت بأنني لا ألوم الرجل بل ألوم الزوجة – الضحية التي تسببت بفعلتها تلك في ما حصل لها؟ فوفق ما نقلته صحيفة اليوم عنها قولها: «زوجي بخيل جدا، وصبرت عليه عشرين عاما من أجل أبنائي، وهو يفرض علينا مقادير معينة من الطعام على وجبة الإفطار، حيث نفطر جميعا وعددنا ستة أشخاص على نصف دجاجة والقليل من الشوربة مع التمر واللبن, وفي ذلك اليوم اتصلت بي أختي وأخبرتني أنها تريد تناول الإفطار معنا لأن زوجها مسافر، فلم أستطع الاعتذار منها ليس لشيء سوى لأن زوجي لا يحب الضيوف الذين يكلفونه مقادير أكثر من الطعام, فأكثرت في مقدار الفطور بشيء بسيط لا يذكر». ما حدث .. هو أن أختها اعتذرت عن المجئ نظرا لعودة زوجها من السفر! لذا عندما دخل الزوج ورأى سفرة الطعام صرخ بأعلى صوته وقال: « دجاجة كاملة ! لماذا كل هذا التبذير ؟ ومن سيأكل هذه الدجاجة ؟ وبعدها لم تر الزوجة النور! .. بينما أخذ الزوج الدجاجة ليفطر بها خارج المنزل حتى لا يدفع قيمة فطور له في أحد المطاعم! أما لوْمي للزوجة فهو تحمّلها لعشرين عاما على نصف دجاجة ثم القفز فجأة إلى دجاجة كاملة دون تدبير أو إعلان مُسبق .. أو اتخاذ احتياطات وقائية مناسبة. وتظل هي أفضل حالا من زوجة رجل بخيل أصيب في صدره، فوصف له الطبيب شراب النخالة فشُفي، بعد أن طبخت وشُرب ماؤها، فلما حضر موعد غدائه أمر بالنخالة، وفي العشاء كذلك، وقال لامرأته اطبخي لأهل بيتنا نخالة فإني وجدت ماءها يعصم ويجلو الصدر. فقالت له زوجته: لقد جمع لك الله في النخالة غذاء ودواء