دعونا نسلط الضوء على «فنلندا» والمعايير التي جعلتها الدولة السعيدة الأولى عالمياً، وكمقياس عالمي حازت على أعلى الدرجات في ما يخص ارتفاع مستوى الأمان، الثراء، دخل الفرد، الحرية، البيئة، وصحة الفرد، والترابط الاجتماعي. ونقلاً عن الكاتبة هيلين راسل بكتاب أطلس السعادة ذكرت بأن الفنلنديين لديهم ركيزتان مهمتان وهي (العائلة والتعليم)، فوفقاً لتقرير منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي الصادر عام 2017 بأنها البلد الوحيد الذي يقضي فيه الآباء أوقاتاً مع أطفالهم أكثر من الأمهات، بمعنى لا فرق بين الوالدين في ما يخص الاهتمام بتربية الأبناء، أما نظام التعليم بكل تمكين وثقة تحتل فلندا المراتب الأولى عالمياً. وتؤكد الكاتبة هيلين راسل بأن الفنلنديين قبل أعوام مديدة كان لديهم اختلال في محبة الآخرين، وأحسوا بهذا الأمر وعكفوا على التحسين من خلال كتب وبرامج تطوير الذات، أيضا كان لديهم نقمة في ما يخص الطقس، فالشتاء بارد جداً لديهم وكما وصفه أحدهم فقال «لا ترغب بالخروج من المنزل لأن مدافعا من الثلج أمامك»، لذلك جعلوا منازلهم أماكن ممتعة للتسلية معزولة جيدا مكتملة المؤنة وسعوا لإيجاد شركاء جيدين. كما أن فلسفة السعادة متباينة لدى البالغين، إلا أنها تكاد تكون متساوية لدى الأطفال، فموارد السعادة لديهم بسيطة، لذلك دعونا ننسجم معهم ونتخذ من أدواتهم البسيطة أدوات لنَّا ونجعلهم بيوم السعادة رفقاء جيدين نستطيع برفقتهم أن نحتمي بظل الطبيعة أو الركون إلى جلسة منزلية حميمية، فسعادة الأطفال مفتوحة دون شروط، كما أنها معدّية وفاتنة. وأخيراً أكد العلماء أن 90% من أدوات السعادة مجانية تعتمد على المشاعر والسلوك الحي والنشط، جرب أن تبتسم لطفل أو أن تبادله الاحتضان واللعب، تصرف معه كما لو كنت سعيداً بالفعل، وهذا سيجعلك تميل للشعور بالسعادة، فالعقل يصدق ما يقال له، لا تعتقد بأن مهمة الآخرين منحك سعادة أنت عاجز عن استحضارها، ببساطة الآخرين يمثلون حبة سكر وأنت وما بداخلك قالب من الحلوى. [email protected]