لن تعيد رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، سيفها إلى غمده، قبل أن تطلق أقوى لسعاتها ضد جماعة الإسلام السياسي في تونس، إذ استمرت في تسديد ضرباتها الموجعة لحزب الغنوشي وزيف ادعاءاته عن إيمانه بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. نجحت عبير، الحاصلة على الماجستير في القانون والاقتصاد والأعمال، التي لم تصل بعد إلى ربيعها الخمسيني، في تطويق مخاطر الجماعة التي استنصرت بكل عناصرها من المحيط إلى الخليج ومن النيل إلى الفرات حين اشتد عليها وثاق رئيسة حزب الدستوريين في تونس. وفي دحض أكاذيب حزب الغنوشي وديمقراطيته المزعومة تقول «هؤلاء الإخوان أظهروا نزوعا نحو السلطوية خلال الأعوام العشرة التي خاضوا فيها معترك السياسة.. رأى الناس كيف تصرف الإخوان، دمروا التوازنات، وألحقوا ضررا بليغا بمنظومة المجتمع». في يوليو العام الماضي خاضت عبير أقوى مواجهاتها ضد الغنوشي وإخوانه وتصدت لهم داخل قبة البرلمان الذي كان يناقش «مكافحة الفساد» ورددت مع أنصارها لا للإرهاب في مجلس النواب. مؤكدة في وقت سابق أن من أراد معرفة الطريقة التي تسير بها «ديمقراطية الإخوان»، يحتاج إلى المجيء للبرلمان والتمعن في نهج الغنوشي فالقانون شيءٌ غريب عليه. وواصلت عبير موسي لسعاتها ضد حركة الإسلام السياسي الأسبوع الماضي، ووجهت ضربتها لمقر مناصر للجماعة وقالت في يوم المرأة العالمي «من خيمة الغضب أمام مقر الاتحاد المشبوه، نحتفل بها». وعُرفت النائبة في البرلمان التونسي بمواقفها الجريئة وتصدّيها لمشاريع حركة النهضة الرامية إلى أخونة تونس كما تشهد لها المحافل مواقفها الداعمة للمرأة، وفي تشريح الاتجاهات الإخوانية بمسايرة النهج العام المناصر للمرأة، ترى عبير أن الجماعة تستخدم كرت مناصرة النساء والدفاع عن حقوقها تكتيكا عابرا عند صناديق الانتخابات ثم تنفض عن قضاياها، ولا تتخلى الجماعة مطلقا عن نظرتها المريبة الحاشدة بالشكوك للمرأة. ولم يجد خصومها من الساسة ورموز الجماعة سبيلا للرد على لسعاتها إلا بالمزاعم المعلبة والإكليشيهات المحفوظة مثل: عبير موسي عدوة للهوية والديمقراطية تقف خلفها أطراف خارجية. وفي تغريدة نشرتها (الثلاثاء) على صفحتها الرسمية قالت إن مجلس نواب الشعب في خدمة الإرهابيين.. يمتنعون عن تمرير قانون مناهضة العنف ضد المرأة رغم صدور قرار استعجال النظر فيه، ويمررون قوانين الإرهاب.. ثم سددت قولها بتغريدة أخرى «سنبقى ضميركم المستتر ونفرض احترام ثوابت دولتنا في انتظار تخليص تونس من منظومة الخراب». وكانت قاهرة الجماعة التي خبرت أسرار الإخوان قالت في حديث ل«عكاظ» (21 يونيو 2020): «نريد أن ننقذ الشعب التونسي من مسلسل الكذب والتحريض والمناورة والمراوغة، نريد أن نسمي الأشياء بمسمياتها، فالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين (المقنع) الذي نعيشه اليوم يجب أن ينتهي، والواقع الذي نعيشه يقول إن هذه الحركة هي فرع لجماعة الإخوان المسلمين الذين نعتبرهم بتونس جماعة لها علاقة بجرائم إرهابية تصدر قياداتها فتاوى وقامت بأعمال فيها إهدار للدم بمختلف أنحاء العالم ومرفوضة بتونس. وهذه العلاقات التي يحاول راشد الغنوشي وتنظيمه إخفاءها يجب أن تبرز للتونسيين والقانون يأخذ مجراه». وجاءت لسعة عبير ضد الجماعة بعد تصريح مستهجن قال فيه راشد الغنوشي «إن الأمن في تونس ليس مضمونا»! يقول أبو القاسم الشابي: دَعِيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمة الإثْمِ وعِيشي في طهرك المحمودِ كالملاك البريءِ، كالوردة البيضاءَ كالموجِ، في الخضمَّ البعيد!