سلط أطباء مختصون في مجال طب الأسرة عبر مؤتمر صحفي افتراضي الضوء على ضرورات التطعيم واللقاح وأهميتها والمستهدفين منها، وأكدوا أن نحو %70 من كبار السن يحتاجون لتطعيمات ضد 14 مرضاً حديثاً، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة تبني إجراءات فعلية لتطبيقها. ومن الأمراض التي تحتاج إلى تطعيمات؛ الحزام الناري، الالتهاب الرئوي، الانفلونزا الموسمية، الالتهاب الكبدي، السعال الديكي، الورم الحميمي، الحمى الشوكية. وأوضح الأطباء أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن عدد الأطفال غير الحاصلين على التطعيم في العالم تزايد إلى 13 مليونا وتعود الزيادة إلى قلة الوعي وانخفاض مستوى المعيشة في بعض الدول، بجانب تأثير (كوفيد-19) على اصطحاب العائلات أطفالها إلى مراكز الرعاية الصحية خشية من الإصابة بالعدوى، ما يؤدي إلى تفشي الأمراض المهددة للحياة مثل الحصبة وشلل الأطفال. وتشير التقديرات إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال بمعدل %99 منذ عام 1988؛ أي من نحو 350 ألف حالة سجلت إلى 33 في 2018 ويأتي هذا الانخفاض نتيجة لجهود المنظمة عالميا للقضاء على المرض. كما أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية WHO إلى انخفاض عدد الوفيات الناتج عن الحصبة بمعدل %73 حيث كان 536.000 في 2000 وانخفض ليصل إلى 142.000 في العام 2018. كما انخفضت حالات الحصبة الألمانية بمعدل %97 من 670.894 في 102 دولة في 2000 إلى 14.621 في 151 دولة في 2018. وتطمح المنظمة إلى أن يصل التطعيم إلى %86 من الأشخاص حول العالم، إذ لن يحمي فقط صحة الأطفال ومجتمعاتهم ولكن أيضا سيحمي الخدمات الصحية من موجة ثانية من الأمراض المستهدفة بالتطعيمات. وبينت تقديرات منظمة الصحة العالمية ارتفاع نسبة تغطية التحصينات في المملكة؛ وفقا لآخر إحصائيات في 2019 حيث وصلت نسبة التغطية لتطعيم الثلاثي البكتيري إلى %96 والتهاب الكبد الوبائي «ب» إلى %97 وتطعيم شلل الأطفال إلى %97 ولقاح البكتيريا العقدية الرئوية إلى %96 التي تعتبر نسبا عالية مقارنة بالمعدل العالمي لنسبة تغطية التطعيمات. كما انخفض عدد الحالات المسجلة من كل من الدفتريا وشلل الأطفال والتيتانوس إلى صفر، كما انخفضت الكثير من الأمراض الأخرى لأقل معدلاتها وفقا لنظام الرصد لدى منظمة الصحة العالمية للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وقائية للنساء والأطفال أكد المشرف العام على فرع الجمعية السعودية لطب الاسرة بجدة الدكتور سامي عيد، أن الجمعية تهدف من خلال تنظيم المؤتمر إلى زيادة نشر الوعي الصحي لدى كافة شرائح المجتمع في المملكة خصوصاً في ما يتعلق بالتطعيم. وكان المؤتمر الذي قدمه وأداره الإعلامي حسن البهكلي بدأ بعرض تقديمي أوضح مدى الأهمية البالغة للتطعيمات الوقائية للأطفال والسيدات وبيّن الكيفية والطرق العلمية والمواعيد الصحيحة لأخذ التطعيمات بمختلف أنواعها، كما قدم العديد من النصائح التوعوية للآباء والأمهات حول ذلك. وأشار الصيدلي طلال الزهراني إلى الدور الرئيسي والخدمات المجتمعية التي تقدمها الجمعية منذ 65 عاماً في كل من الجانب الطبي وفي المجال الطبي للتوعية الصحية العامة وتدريب الشباب السعودي من الرجال والسيدات ليكونوا جزءًا من العاملين الطبيين والصحيين الماهرين في المملكة. أضواء على تاريخ التطعيم قدم الدكتور منصور خلف، محاضرة عن تاريخ التطعيم وتطوره في عالمنا والفترات التاريخية التي تسببت فيها الأوبئة بإلحاق خسائر فادحة للبشرية، موضحاً المسارات التي سلكها العلماء والباحثون على مر القرون والأزمنة للوصول إلى المرحلة التي نحن عليها اليوم، مشيراً إلى أن عملية التطوير والبحث ستظل دائمة ومستمرة ما دامت المجتمعات والبشرية في عالمنا تعاني من مخاطر الأمراض المختلفة. واختتم البرنامج العلمي للمؤتمر الصحفي الافتراضي بمحاضرة قدمها استشاري طب الأسرة نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع الدكتور أشرف أمير بمحاضرة علمية وتعريفية بعنوان «تطعيمات الكبار» ركز فيها على التعريف بالتطعيمات الخاصة بالكبار وأنواعها والأمراض التي يمكن تجنبها والوقاية منها بتطعيم البالغين والكبار، إضافة إلى توضيح الأسباب الرئيسية لتطعيم وتحصين الكبار.