فيما تصعد مليشيا الحوثي من عملياتها الإرهابية ضد المدنيين في المناطق المحررة في تعز ومأرب والحديدة، بدأت اليوم (الثلاثاء) المرحلة الثانية من تصعيد الأزمة الاقتصادية والمتمثلة في إغلاق أفران الخبز في صنعاء وذمار تحت مبرر نفاذ المشتقات النفطية، رغم أنها منعت دخول الناقلات خلال الأسبوعين الماضيين. وتفاجأ السكان في محافظة ذمار بشن المليشيا حملة مداهمات لعدد من الأفران وإغلاقها بقوة السلاح، زاعمين لمالكي المحالات أن الأزمة الاقتصادية وإغلاق الأفران ستجبر أمريكا على التواصل معهم وتحقيق مطالبهم بشكل عاجل وسريع. وهدد محافظ ذمار محمد البيختي الرافضين إغلاق أفرانهم بالسجون والمحاكمات بتهمة العمالة مع الأمريكيين أو دفع مبالغ مالية باهظة كغرامة نتيجة عدم التزامهم بتوجيهات زعيم المليشيا الإرهابي عبد الملك الحوثي. وتشهد العاصمة صنعاء أزمة نفط وغاز منزلي منذ أكثر من شهر حيث تصر المليشيا على إخفاء المواد التموينية وتجبر ناقلات النفط على التوجه إلى منطقة بني مطر غرب صنعاء لإفراغ حمولاتها في خزانات وزارة النفط وتمنع دخولها إلى صنعاء إلا عبر تجار السوق السوداء الحوثية وبأسعار باهظة جداً، كما رفعت سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى اكثر من 10آلاف ريال يمني زاعمة أن شركة صافر التي تسيطر عليها الشرعية في مأرب هي من رفعت الأسعار، وطالبت المواطنين بدعم مليشياتها للسيطرة على مأرب وتغذية مدنها بالغاز المنزلي والنفط. وكذبت دائرة صافر للغاز أمس (الإثنين) مزاعم المليشيا، مؤكدة في بيان أن توزيع مادة الغاز المنزلي يتم على جميع المحافظات اليمنية بدون استثناء، بما في ذلك المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإنقلابية وبسعر 2300 ريال يمني للأسطوانة الواحدة بحيث تصل للمستهلك في كل المحافظات بسعر (3100 إلى 3500) ريال يمني. وأوضح مدير الدائرة المهندس محسن وهيط، أنهم زودوا المحافظات ال13 الواقعة تحت سيطرة المليشيا خلال شهري يناير وفبراير الماضيين ب2663 مقطورة غاز، نافياً الأنباء التي تروج لها وسائل إعلام المليشيا ونشطاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن قطع دائرة صافر لمادة الغاز عن المنزلي عن المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. من جهته، اتهم وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، مليشيا الحوثي بالسعي من وراء نشر مثل هذه الشائعات إلى إثارة البلبلة في مناطق سيطرتها واستغلالها للتحشيد والتجنيد لعدوانها الفاشل الذي تشنه على مأرب منذ عدة أسابيع وافتعال أزمة خانقة في الغاز المنزلي في كل المحافظات الخاضعة لسيطرتها بهدف إنعاش أسواقها السوداء للمشتقات النفطية الذي يعتبر واحدا من أهم مصادر تمويل حربها على اليمنيين ومصدرا من مصادر تحقيق الثراء لقادتها. ميدانياً، أعلن الجيش اليمني في محافظتي تعز والحديدة كسر هجوم حوثي، ووفقاً للمركز الإعلامي للقوات المشتركة فإن المليشيا قصفت الأحياء السكنية في مدينة حيس جنوبي الحديدة، بالتزامن مع إطلاق 4 طائرات استطلاع فوق المديرية ذاتها.