هل تحتاج المتغيرات المجتمعية التي نعيشها أو نتعايش معها إلى دراسات متخصصة تعمل على إعادة بناء الوسائل التي نتناول فيها هذا (المتغير)! المتغيرات المجتمعية بطبيعتها تُحيلنا للمتغيرات الثقافية أو إلى المبحث الثقافي! هل تعتبر الأسئلة مفتاحاً حقيقياً للخوض في هذا الفضاء؟ بدأت تأخذ الدراسات الثقافية حيزاً كبيراً من تفكيري وقراءاتي في الآونة الأخيرة، من أسس لهذا المفهوم! من أول من بدا في العمل على الدراسات الثقافية والبحث فيها وإسقاط إشكالات المجتمع، لا سيما انعكاس النخبوية وتحديد عناصر الثقافة لفئة دون غيرها! «القضية التي واجهتني حينما صرت في إنجلترا هي أنني لا يمكن أبداً أن أكون: ستيوارت هول إنجليزيا إذن فمن أنا ؟ حسناً أنا جايميكي ولكن ماذا يعني ذلك؟». هذه الهوة شغلت بال المفكر البريطاني الجاميكي الأصل ستيورات هول بشكل كبير حتى عمد على إلقاء محاضرة في إحدى الجامعات في أمريكا عام 1983 عازماً على عمل ثورة في هذا الحقل وتغيير مفهوم عدد كبير من الباحثين والأكاديميين الذين ينظرون بدونية للدراسات الثقافية الشعبوية أو الجماهيرية، نجح هول على إحداث ضجة في الوسط الثقافي، خاصة بين فئة الباحثين الشباب حتى عملت إحدى الباحثات على تسجيل جميع محاضراته التي عمل عليها ونشرها في كتاب بعد أخذ موافقته حمل اسم «دراسات ثقافية 1983: تاريخ نظري» يحتوي الكتاب على مناقشات لأعمال ريتشارد هوغارت وهو أحد العاملين في مجالات علم الاجتماع والأدب الإنجليزي والدراسات الثقافية، بالإضافة لريموند ويليامز وهو منظر ماركسي وأكاديمي وروائي، كما يحمل الكتاب تأملات وقراءات للفيلسوف المناضل أنطونيو غرامشي، بالإضافة للفيلسوف لوي ألتوسير، كما ناقش أحد أبرز المنظرين الثقافيين في البلاد -كما وصفته صحيفة ذا أوبزرفر البريطانية- مسألة اعتبار الجانب الثقافي جانبا سياسيا أيضاً. هذا ما عمل عليه هول مع عدد من العاملين في مركز الدراسات الثقافية المعاصرة في جامعة برمنغهام البريطانية، حيث تم الفصل بين دراسة الثقافة كما في علم الاجتماع والأدب الإنجليزي وبين الدراسات الثقافية التي ترى أن المسألة الثقافية مسألة سياسية لا تقل أهمية عن غيرها، وكما يقول الباحث الجزائري جمال بلقاسم لابد من الإشارة إلى أن الدراسات الثقافية مشروع سياسي يهدف إلى الإجابة عن السؤال التالي: ما علاقة الكلمة بالعالم؟ arwa_almohanna@