يعود عنوان المقالة لسلسلة «كتّاب يعملون» في مجلة ذا باريس ريفيو (تحديداً في بدايات عملها عام 1953)، التي تأسست في باريس من قبل الروائي والكاتب الأمريكي هارلود لويس إلى جانب الروائي الأمريكي بيتر ماتيسين والصحفي والكاتب الأمريكي جورج بليمبتون الذي عمل محرراً للمجلة حتى تاريخ وفاته عام 2003. استطاعت سلسلة «كتّاب يعملون» أن تستضيف شخصيات بارزة وعاملة في الفضاء الثقافي كالشاعر والناقد عزرا باوند أحد أهم شخصيات حركة شعر الحداثة في الأدب العالمي إلى جانب أحد أهم كتاب القصة القصيرة والرواية إرنست هيمنغوي، توماس إليوت الشاعر والمسرحي والناقد الأدبي الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1948، فلاديمير نابوكوف الكاتب الروسي الأمريكي الروائي والشاعر صاحب الرواية الشهيرة «لوليتا». الدوافع الثقافية للقراء عملت على انتشار السلسلة وذاع صيتها في الأوساط الثقافية والأدبية حتى أن شريحة كبيرة استطاعت أن تتعرف على النتاج الأدبي لأهم الكُتّاب، وأدى ذلك بطبيعة الحال لتكوين تجمعات صغيرة تناقش محتوى اللقاءات التي تدور، وهذا عمل على رفع الوعي حيال ضرورة هذا النوع من النشاط الأدبي الذي بدوره كان عاملاً مهماً في المتغير الثقافي الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من المتغير المجتمعي، وهذا يقودنا إلى مفهوم أو علم «التغير الثقافي». يشير عالم الاجتماعي الأمريكي دون مارتنديل الذي عمل على أكثر من ثمانية مؤلفات في الفضاء الاجتماعي؛ منها كتاب بعنوان «الحياة الاجتماعية والتغيير الثقافي» يشير إلى أن «أهم سمة من سمات التفكير السوسيولوجي في القرن التاسع عشر في الاتجاه الوضعي في دراسة الظاهرة الاجتماعية هي معالجة التجمع الإنساني على أنه السبب الأساسي لتفسير كل ما يحدث داخله» تعود نشأة مصطلح علم الاجتماع الثقافي إلى العالم الاجتماعي الألماني ألفرد ويبر وسرعان ما أخذت الدول الأخرى التي تعد اللغة الإنجليزية لغتها الأم سرعان ما عملت على استخدام المصطلح كناتج للتحول الثقافي خاصة في ستينيات القرن العشرين وما شهده العالم آنذاك من اتجاهات ثقافية وسياسية مهمة في جميع أنحاء العالم. يحيلني علم الاجتماعي الثقافي والقراءة فيه إلى إسقاطه على المشهد الثقافي المحلي الذي نعايشه ونتعايش معه، أعتقد أننا مررنا ومازلنا نمر في مراحل مهمة من المتغيرات الثقافية، لكن هل نملك توثيقاً تاريخياً ثقافياً لهذه التحولات وتحليلها؟! وهذا يحيلني أيضاً إلى ما أشار إليه الكاتب والباحث سعيد الزهراني عندما حل ضيفاً على برنامج مسافة على قناة الإخبارية إلى قضية دخول الإنترنت للمملكة (نموذجاً)، وكيف أنه كان فاصلاً في مسيرة المجتمع السعودي من الناحية الثقافية والاجتماعية! لكن هذه المرحلة لم تدرس بعمق وبتجذير شامل. arwa_almohanna@