على رغم استمرار وفيات كوفيد، وإصاباته الجديدة؛ فإن ثمة ما يدعو الى الاستبشار بأن الأزمة الصحية التي روعت العالم على مدى الاثني عشر شهراً الماضية في طريقها إلى «الانحسار». لا يستطيع أحد أن يقول إن نهاية الجائحة غدت وشيكة. فقد سمعنا رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون يقول قبل يومين إن انحسار كوفيد-19 إلى نقطة الصفر أمر مستحيل؛ وإنما ينبغي التعايش مع الوباء من خلال التطعيم السنوي، والتزام الإرشادات الصحية إلى أن يحين أجل التخلي عنها. ومعروف أن بريطانيا تحتل المرتبة الخامسة عالمياً من حيث شدة التضرر من الوباء؛ إذ إن عدد إصاباتها وصل إلى 4.13 مليون إصابة، فيما بلغ عدد وفياتها حتى أمس (الأربعاء) 121.305 وفيات، هي الأكبر في أوروبا الغربية. وما يدعو إلى الاستبشار بغدٍ صحي أفضل أن الإصابات الجديدة آخذة في التناقص. كما أن الوفيات، خصوصاً في البلدان التي قطعت شوطاً في حملات التطعيم باللقاحات المتاحة ضد كوفيد-19، آخذة هي الأخرى في التناقص. وذلك كله لا يمنع بقاء الحقيقة المفجعة المتمثلة في أن عدد الإصابات ارتفع عالمياً بعد ظهر الأربعاء إلى 112.66 مليون إصابة، نجمت عنها 2.50 مليون وفاة، منها 514.996 وفاة في الولاياتالمتحدة. بيد أن التفاؤل لا بد أن يهزم التشاؤم؛ فثمة تقدم كبير يتم إحرازه في ابتكار لقاحات وأدوية جديدة قد تفتح الباب لتقزيم الفايروس المتوحش. فقد أعلنت شركتا سانوفي الفرنسية وغلاكسوسميثكلاين البريطانية الدوائيتان العملاقتان، أمس، أنهما قررتا استئناف تجاربهما السريرية على لقاح ابتكرتاه لمنع الإصابة بكوفيد-19. وكانت تلك التجارب عُلّقت لمشكلات تتعلق بالدراسات الخاصة باللقاح الخريف الماضي. فقد قامت الشركة الفرنسية بتصحيح الصيغة الطبية لجرعة اللقاح، التي أدى الخطأ في تركيبها الى إظهار نتائج ضعيفة للقاح في التجارب السابقة، حتى أن الجرعة السابقة لم تحدث أثراً مناعياً يذكر لدى المتطوعين من سن 50 عاماً وما يزيد عليها. وأعلنت الشركتان أن التجارب السريرية الجديدة ستُجرى على 720 متطوعاً في الولاياتالمتحدة، وهندوراس، وبنما. وإذا حققت النجاح المنشود، فستبدأ تجارب المرحلة السريرية الثالثة خلال الربع الثاني من 2021، على أن يصبح اللقاح الجديد متاحاً بحلول نهاية السنة الحالية. وستقوم التجربة الجديدة باختبار مفعول وسلامة ثلاثة عيارات من الجرعات، باعتبار أن هذا اللقاح سيعطى على نظام الجرعتين. وعلى صعيد ثانٍ؛ أعلنت شركة أسترازينيكا البريطانية؛ التي تقوم بتصنيع اللقاح الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد، أن «كوكتيلاً» من الأجسام المضادة توصل اليه علماؤها أثبت نجاعة في مواجهة سلالات فايروس كورونا الجديد. واعتبرت ذلك فتحاً كبيراً للأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم باللقاحات لأسباب طبية، كالمصابين بالحساسية من مكونات اللقاحات. وقال رئيس شعبة علوم الجراثيم التابعة للشركة مارك إيسر إن الكوكتيل المذكور أثبت نجاعة في التصدي للسلالتين البريطانية والجنوب أفريقية في اختبارات مخبرية مكثفة. وأوضح أن الأشخاص المصابين بالسرطان لا يستجيبون بشكل جيد للقاحات، ولذلك فإنهم بحاجة الى أجسام مضادة يمكن أن تقوم بتحييد الفايروس. وكانت أسترازينيكا استهدفت في البداية المسنين، الذين لا يستجيبون عادة للقاحات. غير أنه أبدى نجاعة غير متوقعة لدى المسنين، ما حمل الشركة على استهداف الفئات المعرضة للخطورة المرتفعة، كمرضى السرطان والحساسية. ويتوقع -طبقاً لإيسر- إن يصبح هذا العلاج بالأجسام المضادة متاحاً بحلول الصيف القادم. وفي تطور ذي صلة؛ أعلنت شركة أدابتف بيوتكنولوجيز الأمريكية، أمس الأول، أنها أطلقت اختباراً يستخدم الأجهزة القابلة للتعلم التي تقوم شركة ميكروسوفت بصناعتها، بغرض الكشف عن أية إصابة سابقة بكوفيد-19. ويهدف هذا الفحص لسد الثغرات الحيوية الناجمة عن أداء أجهزة فحص الأجسام المضادة المتاحة حالياً. هل يستعيد متعافو كوفيد الذوق والشم؟ بدأ العلماء بمستشفى بمدينة نيس (جنوبي فرنسا) تجارب لدراسة ومعالجة اختفاء حاستي الشم والذوق لدى المصابين الذين تعافوا من كوفيد-19. ويعاني هؤلاء المتعافون من التأثيرات السيئة لافتقاد الشم والذوق، حتى أن بعضهم انخفضت أوزانهم، ويقول الأطباء إنهم لا يعرفون كثيراً عن أسباب هذه المشكلة وكيفية معالجتها. وبالنسبة لآخرين تصيبهم هذه الحالة بعد الإصابة مباشرة، لكنهم يستعيدون هاتين الحاستين سريعاً بعد تعافيهم.