ناشدت عشرات المنظمات الحقوقية اليمنية اليوم (الأربعاء)، المجتمع الدولي بالتدخل السريع لوقف التداعيات الإنسانية الخطيرة جراء هجوم مليشيا الحوثي على مأرب، مؤكدة في بيان مشترك أن المليشيا لا تحترم المبادئ الأساسية للقانون الدولي والمخاطر المترتبة على قصف تجمعات السكان المدنيين النازحين. وطالبت 44 منظمة حقوقية في خطاب لها، منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة مارك لوكوك، والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج، والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، ومنسق الشؤون الإنسانية باليمن وليام جريسلي بوقف الانتهاكات الحوثية واتخاذ مواقف حازمة. وحذرت المنظمات من كارثة إنسانية وشيكة قد تحل بالمدينة جراء الهجوم العسكري، إضافة إلى تضرر ما يقارب مليوني نازح موزعين على أكثر من 90 مخيماً للنازحين، منهم 965 ألف طفل و429 ألف امرأة، فرّوا من المحافظات القريبة خلال سنوات النزاع إلى مأرب التي كانت تعد مكانًا آمناً نسبياً. ولفت البيان الذي جاء بالتزامن مع انطلاق الدورة 46 لمجلس حقوق الإنسان، إلى أن الهجوم الحوثي تسبب بعرقلة وصول المساعدات الإغاثية إلى النازحين وتهديد حياتهم على نحو مباشر ويجبرهم على الفرار بشكل جماعي من المدينة دون ممرات آمنة، وبلا أية ضمانات بعدم تعرضهم لعمليات انتقامية. وأفادت بأن الهجوم على مأرب يُبعد فرص التوصل لحل سلمي للنزاع في بلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ أصبح نحو 80% من اليمنيين يعتمدون على المساعدات الإغاثية، و50% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، وقد يموت مئات الآلاف منهم بسبب نقص المساعدات الإنسانية التي تراجعت على نحو كبير خلال العامين الماضيين. وشددت المنظمات على وقف العمليات العسكرية المستمرة واستهداف المدنيين في مأرب، وإعلان وقف إطلاق النار دون أية اشتراطات، والسماح بإنشاء ممر غذائي وبشري آمن من أجل نقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات المجاورة، والسماح بإدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية العاجلة للمدينة.