لم يتبادر إلى مخيلة المواطنة نورة محمد الواهبي أن قاتل ابنها سيطرق باب منزلها ويطلب منها أن تجيره من أبنائها. وكشف نجلها محمد الواهبي ل«عكاظ» عن قصة استقبال والدته خبر مقتل ابنها عبدالله على يد جاره لخلاف وقع بينهما. وقال: «في يوم الجمعة 16/ 4 /1441ه حضر جارنا قبل وقت أذان المغرب إلى بيت الوالدة في مركز خيبر الجنوب بمنطقة عسير، برفقته والدته وزوجته وأولاده وكان خائفا يحمل سلاحا في يده، طلب منها أن تحميه من أناس يريدون الثأر منه، فاستقبلته ولم تبدأ بسؤاله عن حكايته حتى بدأ قائلا: نزغني الشيطان وقتلت ابنك عبدالله وهذا سلاحي افعلي بي ما شئتي وأنا في وجهك». وأضاف الواهبي، أن والدته استجمعت قواها وسألت الله تعالى الصبر، كظمت غيظها واستقبلت الصدمة الأولى بصبر، وهي بين فلذة كبد مقتول، وجار في «بيتها» قاتل، وسلاح بين يديها ثائر، وأبناء يطلبون غريمهم. وقالت لقاتل ابنها: أنت واقف أمامي الآن، لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، ورددتها على لسانها مرارا. وتركت والدته قاتل ابنها في بيتها وخرجت مستقبلة أبناءها طالبي الثأر من غريمهم وقالت: "هو في وجهي سلمت أمري لله ثم لدولة تحكم شرعه وتقيم عدله"، لتتجلى صورة من صور البر والإحسان. وأضاف الواهبي:«أذعنا لطلب والدتنا وكظمنا عظمة غيظنا نزولا عند رغبتها وطلبا للبر بها، حيث تسلمت الجهات المختصة جارنا القاتل وتقديمه إلى العدالة». وأشار الواهبي إلى أن جيراننا الذين زارونا لم يرضوا بما حصل لأخينا المقتول، وعندما علمنا رغبتهم في الارتحال من المكان زرناهم ودخلنا بيتهم وأخبرناهم أن جيرة السنين لن تزيلها نزغة شيطان، أنتم أهلنا فقدنا فقدكم وألمنا ألمكم، مسجدنا واحد وقبلتنا واحدة ونحن كلنا تحت مظلة دولة الأمن والعدل نحن وأنتم في انتظار الحكم من القضاء. واختتم الواهبي حديثه، أن قصة والدته عرضت في ندوة اللقاء التنفيذي الأول لمبادرة إرساء السلم المجتمعي، الذي نظمته إمارة منطقة عسير. يذكر أن أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، زار منزل المواطنة نورة الواهبي في مركز خيبر الجنوب بمنطقة عسير يوم (الأحد) الماضي، وروى أحد ابنائها القصة له.