عندما يُقصمُ الظهر من الصدمات ويُكسر القلب من كثرة الخيبات.. وقتها ستصل لمرحلة نفض الغبار من كل ما يضايقك.. كل ما يثير حولك من فوضى وخراب.. عندما تشعر أن صفاء عينيك لم يعد حاضراً مع ذاك البريق. لقد أصبحتا جمرتين وشرر الدموع لا يتوقف!!.. ويصل هذا الغبار إلى أحشاء جوفك، فتبدأ بالاختناق ويتلاشى مفهوم التنفس من قاموس حياتك.. عندها لا بد من نفض الغبار. نعم انفضوا كل من يسببون لكم ذلك.. أيقنوا عندما تبدأون مرحلة النفض فهذا يعني أنكم وصلتم لمرحلة الاكتفاء من الوجع.. ومن الخذلان.. ومن الخيبة.. ومن بناء الأحلام على أطلال السراب.. ومن تمثيل أدوار الوفاء والعطاء على قلوبكم. انفضوا عنكم الغبار.. وتنفسوا هواءً نقياً.. فقلوبكم تستحق ذلك.. ومشاعركم بجمال ما تحمل من عفوية وعطاء تستحق.. فانفضوا غبار من عكر صفو حياتكم.. وجعل الألوان الداكنة هي الألوان المحيطة بعالمكم.. وجعل قلوبكم موبوءة بفايروس خطير.. فايروس الرجاء بتعشمكم أن الغد معهم سيكون أفضل.. وأنهم سيتغيرون من أجلكم.. ولكن في الحقيقة كل ذلك مجرد أوهام تعيشونها.. فهم لا يحملون بين صدورهم إلا قلوباً سوداء.. وتجارب بشرية لم يلتمسوا الرحمة لها وهم يذبحونها باسم المشاعر.. يشوهونها باسم الحب.. اعلموا أن ما يأتي منه أذية لا يأتي بالحب.. ولا بالسلام.. ما يأتي منه خيانة ونكران للعهود لن يأتي منه ذرات من الوفاء. انفضوا الغبار عندما تجدون أنهم لم يكتفوا بكم.. لم تملأوا عيونهم فتبرق بريق الحب بكم.. وظلت عيونهم جوعى لغيركم.. ولم تكن قلوبهم لكم بمفردكم ولم تشعروا أنكم كفيتم قلوبهم بعطائكم!! انفضوا الغبار.. عندما لا تكونوا محور الكون لديهم.. وجل تفكيرهم فيكم في كل ثواني يومهم. انفضوا الغبار عندما تجدونهم يرون سجلات الألم مدونة فيها أسماؤكم.. ويرون دموعكم عنوان لأنفاسكم. بعد كل هذا أليس من الواجب أن تنفضوا الغبار؟ هيا لا تتأخروا وتزيدوا من خسارة رصيد أعماركم وأنتم تعيشون في هذا الغبار.. وبين هذه الفوضى عيشوا حياة النقاء والصفاء.. فالعمر لا يتكرر.. والقلب إن كُسر لا يُجبر بسهولة.