تجاوز الأمير محمد بن سلمان عقارب الساعة ومنح مظهرا جديدا عالميا للعاصمة السعودية الرياض، لإعادة تأهيل المدينة لعملية دمج عملي بنيوي وفق رؤيته المستقبلية للمملكة 2030 لتكون رمزا للسعودية، ليس فقط بوصفها عاصمتها، إنما بوصفها مدخلا لعصر سعودي جديد وبوصلة للعالم. كلمة الأمير محمد بن سلمان في منتدى الاستثمار بشأن رؤيته لمستقبل العاصمة الرياض، عكست لسان حال رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين الراغبين في التفاعل الإيجابي مع رؤية 2030، كون الرياض عاصمة عالمية بكامل المقومات والممكّنات لتكون جزءا من خطط تنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد في إطار رؤية 2030. حديث الأمير محمد بن سلمان، مع رئيس الوزراء الإيطالي السابق السيناتور ماتيو رينزي في الجلسة أخيرا كشف عن معطيات جديدة تتجاوز ما طرح سابقا من مشاريع عملية لتحديث البنية التحتية السعودية استعدادا لمرحلة جديدة ذات طابع نوعي مختلف. فعملية التحديث التي يطرحها ولي العهد، بشأن الرياض، لا تقف عند حدود إعادة تجديد المدينة بنيويا، إنما إعادة تشكيلها جذريا، لتصبح قاطرة قيادة التطور الاقتصادي في المملكة، ليس فقط بوصفها العاصمة ومركز الحكم، لكن بامتلاكها مقومات حقيقية للقيام بدور مميز داخل الاقتصاد السعودي، ولمحوريتها في رؤية المملكة لذاتها كدولة، في سباقها للقيام بدور قيادي عالمي وتمثل عامل استقطاب لعشرات وربما مئات المليارات من رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار وتوطين الوظائف ورفع جودة الحياة فيها. وإذا وضعنا في الاعتبار ما قاله الأمير الشاب محمد بن سلمان بأن الاقتصادات العالمية قائمة على المدن، وليست الدول، وأن 85% من اقتصادات العالم تأتي من المدن، وسترتفع هذه النسبة إلى 95% في الفترة المقبلة فإن هذا الحديث يتفق تماما مع الاتجاه الديمغرافي العالمي حيث تعيش النسبة الأكبر من سكان العالم في المناطق الحضرية وتحولت المدن إلى نقاط ارتكاز لخدمات التمويل والابتكار. ويؤكد المراقبون أن الفضل يعود في ما تعيشه الرياض من نهضة تنموية شاملة وتخطيط عالي المستوى لإدارة الملك سلمان على مدار 55 عاما وهو ما جعلها اليوم خيارا إستراتيجيا لصانع القرار في دعم جهود تنمية الاقتصاد غير النفطي. كما أن الرياض تعتبر أهم عواصم المنطقة وأحد أهم العواصم التنافسية في العالم، نظرا لما تمتلكه من فرص نمو هائلة تمكّنها من لعب دور محوري في تنمية الاقتصاد وزيادة المداخيل غير النفطية، حيث تحولت مركزا لأعمال كبريات الشركات العالمية وتحديدا التكنولوجية منها. وفي ظل رؤية 2030 تحوّلت مدينة الرياض إلى مركز جذب استثماري مهم في ظل المشاريع الضخمة التي تنتظرها وفي مقدمتها أكبر مدينة صناعية في العالم وأضخم مشروع مترو سيربطها مع بقية المدن ودول المنطقة وأكبر مدينة ترفيهية على مستوى المنطقة المتمثل بمشروع القدية إضافة إلى مشروع المركز المالي الذي سيكون مقرا لأبرز المؤسسات المالية العالمية. بعد إعادة ترتيب مناطق الأطراف الساحلية في نيوم والأثرية والتاريخية في العُلا.. الرياض بوصلة العالم.. رؤية محمد بن سلمان.. إعادة التموضع الكاملة.