أوضح ل«عكاظ» أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن غالبية المواليد الذين يولدون ولديهم قصور في الغُدّة الدرقيّة لا تظهر عليهم أيّة أعراض، لامتلاكهم نسبة كافية من هرمون الغُدَّة الدرقيَّة اكتسبوها عن طريق مشيمة الأم خلال الحمل. وقال إن الأعراض تبدأ بالظهور بعد أسبوع إلى أسبوعين من الولادة، لذلك من المهم جداً إجراء تحليل الغُدَّة الدرقيَّة لجميع المواليد في المملكة بعد الولادة لاكتشاف حالات قصور في الغدة الدرقية لجميع المواليد دون استثناء. أهم أعراض المرض وبين البروفيسور الآغا أن الأعراض التي يمكن أن تنتج عن قصور الغُدَّة الدرقيَّة الخَلقي هي: تضخّم حجم اللسان، البكاء الأجش، الخمول، لين العضلات، برودة اليدين والقدمين، زيادة حجم فتحة النافوخ، النوم الطويل المستمر، رخاوة ولين العضلات، فتق السرَّة، صعوبة التغذية، ضعف الرضاعة، اليرقان، الإمساك، انخفاض حرارة الجسم، ضيق التنفس. تشخيص حالات القصور وحول التشخيص مضى البروفيسور الآغا قائلاً: حالات قصور الغُدّة الدرقيّة الخَلقي يتم تشخيصها لجميع المواليد في المملكة العربية السعودية عن طريق فحص الهرمون المحفّز للغُدّة الدرقيّة (TSH)، وعندما يكون هذا التحليل مرتفعاً يطلب التأكّد بعمل تحليل هرمونات الغُدّة الدرقيّة وتشمل: FT4،TSH (تحليل FT3 في الأطفال ليس له أهمية كبرى مثل البالغين، لذلك لا يطلب بشكل دوري لديهم)، بجانب تشخيص كسل الغدّة الدرقيّة عندما يكون مستوى الهرمون المحفّز للغُدّة الدرقيّة (TSH) في الدّم مرتفعاً، فهذا يدل على قصور في وظيفة الغُدّة الدرقيّة وليس نشاطا (على عكس اعتقاد الكثير من الناس)، ونسبة تحليل FT4 هرمون الثيروكسين منخفضاً. وأفاد بأن تحليل TSH لا يكتشف حالات قصور الغدة الدرقية المركزي، ويستوجب ذلك إجراء تحليل fT4، ومن الأفضل عمل أشعّة تلفزيونيّة للغُدّة الدرقيّة مصاحِباً للمسح الإشعاعي باليود المشع لمعرفة موقع وحجم الغُدّة الدرقيّة في بعض الحالات. إعادة مستوى الهرمون وعن العلاج قال: من الضروري البدء بعلاج هرمون الثيروكسين عاجلاً دون تأخير عند تشخيص قصور الغُدَّة الدرقيَّة الخَلقي، وعند ظهور نتائج التحليل الأوَّلي لحديثي الولادة التي تشير إلى قصور الغُدَّة الدرقيَّة، ويهدف العلاج إلى إعادة مستوى هرمون الثيروكسين للنطاق الطبيعي في أقرب وقت ممكن لتجنب فرصة حدوث التأخر العقلي أو ضعف الإدراك الحسي والذهني وتعزيز النمو الطبيعي، وبفضل من الله وبسبب الفحص المبدئي لجميع المواليد للكشف عن قصور الغُدّة الدرقيّة الخَلقي المتوفر في المملكة وبدء العلاج مبكراً، أدى ذلك إلى انخفاض نسبة الإصابة بالتأخر العقلي المرتبط بقصور الغُدّة الدرقيّة الخَلقي (كلّما كان التشخيص مبكّراً وبدأ العلاج في الأسبوعين الأولين من الولادة، كلّما كان له أثر كبير في الذكاء لدى المواليد)، ومن المهم جداً الانتظام بالعلاج ومتابعة تحليل الغُدّة الدرقيّة بشكل دوري.