أوضحت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك خالد الجامعي عضو الجمعية السعودية للغدد الصماء والاستقلاب د.عائشة الحزيمي أن اضطرابات الغدة الدرقية تعتبر من الأمراض الشائعة وخاصة لدى النساء في عمر الإنجاب وتعد نسبة الإصابة بقصور الغدة الدرقية لدى الحوامل بحوالي 2,5 % بشكل عام موضحة أن الغدة الدرقية هي غدة صماء يبلغ حجمها حوالي 20 جم وتوجد في منتصف الرقبة وهي مسؤولة عن إفراز هرمون الثيروكسين (T4) تحت تأثير المحفزات المعززة من الغدة النخامية (TSH) وإن الزيادة في إفراز هرمون الثيروكسين (T4) يسبب نشاطا زائدا في الغدة الدرقية (Hyperthyroid) ونقص إفرازهرمون الثيروكسين(T4) يسبب قصورا في وظيفة الغدة الدرقية(Hypothyroid) . وأكدت د. عائشة أن هناك تغيرات تطرأ على وظيفة الغدة الدرقية خلال فترة الحمل وتعتبر هذه التغيرات طبيعية، فخلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل يلاحظ ارتفاع بسيط في هرمون الثيروكسين(T4) وانخفاض بسيط في نسبة المحفز (TSH) وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل يلاحظ انخفاض بسيط في هرمون الثيروكسين (T4) مع محافظة المحفز على نسبته الطبيعية (TSH) . واشارت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك خالد الجامعي الى ان هناك نوعين من قصور الغدة الدرقية هما :النقص الشديد ( Overt Hypothyroid ) والنقص البسيط ( Subclinical Hypothyroid )، وبينت أن لقصور وظيفة الغدة الدرقية أسبابا عدة ومنها:مهاجمة الأجسام المناعية للغدة الدرقية (وهو النوع الذي يمكن أن يتوارث في العائلة الواحدة) بالإضافة إلى نقص أو الزيادة في استهلاك اليود في الطعام وكذلك استخدام بعض الأدوية مثل الليثيوم المستخدم لعلاج الحالات النفسية أو إزالة الغدة الدرقية جراحياً ، وكذلك إصابة الغدة الدرقية ببعض الالتهابات المؤقتة. وتطرقت د. عائشة الحزمي الى أعراض قصور الغدة الدرقية بشكل عام والتي تتشابه مع أعراض الحمل وهي: الشعور بالتعب والإرهاق ، وزيادة الوزن والإمساك وجفاف الجلد ،واحتباس السوائل في الجسم ،واضطراب في الدورة الشهرية عند النساء. وشددت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك خالد الجامعي د. عائشة الى أن تجاهل معالجة قصور الغدة الدرقية عند الحوامل يؤدي إلى مضاعفات للأم والطفل ومنها :تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم عند الحامل،أو انفصال في المشيمة وقد تؤدي أيضا الى اضطراب ضربات قلب الجنين أو الولادة المبكرة ، أو ارتفاع نسبة الولادة بعملية قيصرية ، كما قد تساهم في زيادة نسبة الوفيات عند الأطفال حديثي الولادة ،او إصابتهم بتخلف عقلي عند الأطفال المولودين للأمهات اللاتي يعانين من قصور الغدة الدرقية. وقالت د. عائشة عند تشخيص القصور في وظيفة الغدة الدرقية يعطى المريض علاج الثيروكسين ويبدأ العلاج بجرعة صغيرة ثم تزداد حسب مقياس نسبة هرمونات الغدة الدرقية في الجسم عند إجراء فحص الدم للمتابعة كما ننصح النساء اللاتي يعانين من قصور في وظيفة الغدة الدرقية بزيادة في الجرعة بنسبة 25%من الجرعة الأساسية عند معرفتهن بالحمل في بدايته أما النساء اللاتي يتم تشخيصهن بالقصور أثناء فترة الحمل فيبدأن العلاج عند التشخيص وننصح المرأة الحامل بمتابعة وظيفة الغدة الدرقية أثناء فترة الحمل كل 4 أسابيع لتعديل جرعة الثيروكسين. ونصحت د. عائشة المرأة الحامل لتجنب مضاعفات قصور وظيفة الغدة الدرقية بإجراء تحاليل الغدة الدرقية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل إذا كانت تعاني من أعراض القصور أو لدى العائلة تاريخ مرضي بالإصابة بالقصور، أما المرأة الحامل التي تعاني من القصور قبل الحمل فننصحها بزيادة جرعة الغدة الدرقية في بداية الحمل ومتابعة وظيفة الغدة الدرقية كل أربعة أسابيع مع الطبيب المختص.