أحبطت قمة العلا كل أجندات بنيت على الخلاف الخليجي، وأزاحت كل عتب بين الأشقاء في لقاء أخوي اتسم بالحكمة وصفاء النفوس والأحضان الصادقة وعناق سبقته عبارات المحبة والترحيب وكرم الضيافة. بالطبع هذا الصفاء الذي لف قمة العلا التي عقدت الثلاثاء الماضي في الخامس من يناير 2021، قد كدر أجواء المرتزقة وأبواق الشر التي تقتات على الفتنة وتتغذى بالوقيعة والنفخ بالرماد -ولا تزال- خلاف الشعوب الخليجية وقياداتها التي سرعان ما باركت عودة العلاقات إلى صفائها بفرح وسرور ترجم على أرض الواقع بفتح الحدود والمجال الجوي وحرية التنقل كسابق عهد علاقاتنا وتآخينا، وهذا الانسجام بين الأشقاء تترجمه تلك الأبواق بأنه قطع لأرزاقها ومهدد لبقائها وهذا أمر وارد في منطقة امتازت بالعلاقات الأخوية الرائعة حتى قبل تأسيس مجلس التعاون الخليجي قبل 40 عاماً، كيف لا وأبناء هذه المنطقة تجمعهم القبيلة والدم والعائلة والجوار والمواقف التاريخية العظيمة، فمن أقحم نفسه بينهم وتاجر بخلافاتهم العابرة فلن ينال سوى الخيبات والطرد والهوان إن عاجلاً أو آجلاً! نجحت القمة الخليجية الواحد والأربعون في مدينة العلا التاريخية بلم الشمل الخليجي وتهدئة النفوس وحل الخلافات العالقة التي أذكتها بعض الأبواق الإعلامية اللئيمة وبيادق الهدم الموجهة للبيت الخليجي المتماسك، وبناء على هذا النجاح وسعياً لإرساء الوشائج الأخوية بين دول الخليج فما علينا سوى تجاهل تلك الأبواق والترفع عن استفزازاتها المستمرة بترسيخ مواثيق الأخوة وطي صفحة الماضي وتثمين ما قامت به دولتنا المملكة العربية السعودية من جهود بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛ الذي ضرب أعظم مثال في الصفح والكرم وحسن التدبير ولمّ الشمل بإدارته للقمة برحابة صدر وحنكة وحسن ضيافة، وواجبنا جميعاً الترفع عالياً عن كل مكدرات قد تستفزنا في الوقت الحالي، خصوصاً أن هناك من يحاول جرنا إلى القاع الذي غرقوا فيه وتمرغوا بوحله، فلنترك لهم القاع ونبقى في القمم فنحن أهلها وصناعها!