بدأت علاقتهم معه قبل 70 عاماً، حتى وجد خط أنابيب النفط القديم «التابلاين» نفسه غارقاً في حياتهم اليومية، علامة دلالية، ومصدر رزق للأجداد العاملين عليه، ومفردة جرت على ألسنتهم وقصائدهم، كتب لها تسجيل هيئة التراث في سجل التراث الوطني الصناعي السعودي بعد مبادرة وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث الأمير بدر بن فرحان، واستجابة وزارة الطاقة بإيقاف أعمال إزالة خط أنابيب «التابلاين» حياة أطول. الإبقاء على خط أنابيب النفط القديم «التابلاين» جاء جرياً على الطبع السعودي الأشهر «حِنّا عزاز ولا نهين العزيزين»، في قصيدة الشاعر عبدالله بن عون في صقره الذي اختار له الحرية عوضاً عن أغلال «السبوق» بعد أن سافر وطيره بحثاً عن الفرائس شمال المملكة، التي لم يجد هناك ليكتب لها تسجيل «التابلاين» حياة أطول للقصيدة وحادثة الصقر والشاعر، يقول ابن عون:«ياطير أنا وياك كنّا خداين/ وبيني وبينك ولف ومعاملٍ زين... يوم نتخاوى مع وجيه الضعاين/ ونهمل سبوقك في مناكب خسيرين... وإلا عطينا سكّة التابلاين/ ولاقد عطيناها عليهن حراذين». ولم يكن عبدالله بن عون وحده الشاعر السعودي الذي عاش على علاقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بعد أن تناول الصحفي والشاعر السعودي الراحل سليمان الفليح أو «البدوي الأخير» كما يحب أن يسمي نفسه سيرة التابلاين في حياته بعد أن عاش فترة من حياته في «الحماد» المتاخم إلى محافظات خط الأنابيب، يقول الفليح واصفاً خط النفط: «نهر النفط الذي يسقي أشجار الأسمنت، شريان المدائن الكبرى المتفصد بالقطران، فعوان المعدن الذي يتطوى على خاصرة الرمل، الصل المنزلق فوق جسد الصحراء دليل خط الشمال، استراحة الطيور المهاجرة في رحلة الخريف ذكريات العمال البداة الراطنين ب«العنكريزي» أوائل الخمسينات. التابلاين، فيء الرعاة عبر روابي الشيخ وخط السراب». حياة التابلاين الجديدة بعد التقاعد والتي سيبقى خلالها أكبر خط أنابيب نفطي في العالم، بطول بلغ 1664 كيلو متراً، خالداً على الأرض وفي حياة الشعراء بعد أن جاوزت حياته ال70 عاماً، لم ينس خلالها يوماً قطرات عرق 16 ألف رجل ساهموا في بنائه.