أكد الأمين العام لمركز الحوار العالمي فيصل بن معمر، أن سلوكيات الإرهابيين تنبع من فهمهم الخاطئ والمضلل تماما لدينهم، لذلك اختاروا لغة العنف، تاركين وراء ظهورهم كافة البدائل السلمية. جاء ذلك خلال ندوة حوارية افتراضية عقدت أمس (الأربعاء) بعنوان «إسهامات التقنية الدينية في التصدي للتطرف العنيف وتعزيز التماسك الاجتماعي في أوروبا»، نظمها مركز الحوار العالمي «كايسيد» بالتعاون مع المجلس الأوروبي للقيادات الدينية «ECRL» والدين من أجل السلام «RfP»، بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي للقيادات الدينية القس توماس ويبف وممثلي المنظمات الدولية، في إطار سلسلة من المبادرات التي أطلقها المركز لتعزيز التماسك الاجتماعي في أوروبا بعد الأحداث الإرهابية التي وقعت أخيرا في النمساوفرنسا. وأعرب ابن معمر عن أسفه لما شهده عام 2020 من أحداث عنيفة ودامية، مشيرا إلى الهجوم الإرهابي الذي ضرب مدينة فيينا، مطلع نوفمبر الماضي، والهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا مؤخرا، متفقا مع العديد من التفسيرات التي أوضحت دوافع هذه الهجمات، وأجملتها في: التطرف، والعنف، ووسائل التواصل الاجتماعي، واللاجئين، ونظرية صدام الحضارات، وغيرها من الدوافع الأخرى. وأشار ابن معمر إلى تأثيرات منصات التواصل الاجتماعي في تأجيج العنف والكراهية بعد كل هجوم من الهجمات الإرهابية المماثلة والمتزايدة في السنوات الأخيرة، والتي تضج بمجموعة واسعة من الردود الواردة والردود العكسية من أتباع الأديان والثقافات في أوروبا والعالم بأسره، التي تؤجج الخلاف وتعلي أسهم خطاب الكراهية وجرائمها بحسب الأبحاث والدراسات المعتمدة في هذا الخصوص، حيث أصبحنا نشهد وراء كل حادثة من الحوادث الإرهابية مئات الفصول الجديدة من فصول الكراهية التي صدعت بدورها أسس المجتمعات الإنسانية، وأحدثت شروخا وكسورا جديدة يصعب جبرها، لافتا إلى دعوة الكثير من الحكماء إلى تبني مسار السلام والتفاهم والتفكير والحوار. وتابع: «إن إساءة استخدام الدين من جهة، واستهداف المكونات المجتمعية: دينا وعرقا وثقافة من جهة أخرى أصبحا سمة مثيرة من سمات بعض المجتمعات، ففي الأسبوع الماضي، حدث هجوم على حاخام في شارع في فيينا، بسبب هويته الدينية الظاهرة فقط، ولهذا قد يكون وراء كل قصة إخبارية كهذه مئات القصص المتشابهة والبعيدة عن الأضواء». واختتم كلمته مؤكدا التزام مركز الحوار العالمي التام بالتعاون مع العديد من الشركاء لدعم هذه المبادرات التي أطلقها لتعزيز التماسك الاجتماعي الأوروبي في إطار فعالياته للعام المقبل 2021. فيما تناول المشاركون العديد من المحاور الخاصة، منها: فعالية أنشطة الحوار، ودورها في مسارات العمل التي كان لها الأثر الأكثر إيجابية في الماضي وكيفية الاستفادة منها وتكييفها وتكرارها للمساعدة في سياقات أخرى، وتحليل أزمنة بناء الشراكات الفاعلة بين القيادات الدينية وصانعي السياسات بنجاح وكيفيتها للحفاظ على الثقة والتضامن؛ لمنع التطرف والعنف المحتمل.