من المؤكد أن مراكز صناعة القرار السياسي في العالم ستتابع عن كثب الدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكن، الذي اختاره بايدن لحقيبة الخارجية في إدارته الجديدة. ومن المؤكد أيضا أن أطروحات بلينكن ستختلف جذريا عن سلفه مايك بومبيو. بلينكن (58 عاما) يتمتع بقربه من بايدن، إذ كان أحد المستشارين الرئيسيين له عندما ترأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، وبعد تولي أوباما الرئاسة في 2009، وشغل منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ثم نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائبا لوزير الخارجية جون كيري. ويظهر الدبلوماسي الفرانكفوني في الصورة الشهيرة التي التقطت فيما تسمى غرفة العمليات التي نشرها البيت الأبيض بعيد عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بمدينة أبوت آباد الباكستانية في مايو2011. ويعزو متابعون للشأن الأمريكي انطلاق مسيرة بلينكن السياسية إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما انتقل من مهنة الصحافة التي مارسها فترة قصيرة في صحيفة «الجمهورية الجديدة» إلى البيت الأبيض، ليصبح محرر خطابات الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون في مجال السياسة الخارجية. بلينكن من مواليد 16 أبريل 1962 في نيويورك لأب دبلوماسي وأم شغوفة بالثقافة، وكان عمه سفيرا سابقا، وزوج أمه محام دافع عن عدة شخصيات معروفة، أبرزها عضو فرقة «البيتلز» جون لينون والممثلة الأمريكية جون فوندا. انضم بلينكن إلى حملة بايدن فور إعلان ترشحه لخوض السباق التمهيدي داخل الحزب الديمقراطي، وظل سندا له ومستشارا وفيا حتى فوزه.