أثار انهيار البرج الغربي لقصر صاهود التاريخي في مدينة المبرز، عدة فرضيات حول الأسباب، كما أعاد إلى الأذهان التحذيرات التي أطلقها مختص حول احتمالات الانهيار. ويرى المختص في إدارة التراث الدكتور فهد الحسين أن معالجة مواد البناء الأصلية المستخدمة في ترميم القصور ومباني التراث العمراني الطينية، حولتها إلى مواد خطرة للمباني الأثرية، وتعجل في انهيارها، كما أن تغيير خواص المواد الطينية المستخدمة في ترميم قصر صاهود التاريخي كانت القشة التي قصمت ظهر القصر المتهالك بسبب قدمه الذي يعود إلى ما قبل نحو 235 عاماً. يشار إلى أن قصر صاهود يعد أحد أشهر قلاع الدولة السعودية الأولى، المسجلة ضمن قائمة التراث الوطني، وكان الحسين حذر قبل نحو سنة، من خطورة تغيير خواص خليط الطين المستخدم في أعمال ترميم للقصر، وعقب الانهيار قال في تغريدات نشرها على حسابه في منصة «تويتر»: «محزن أن أشاهد اليوم ما كنت حذرت منه في العام الماضي، بخطورة مواد ترميم قصر صاهود، إن ترميم الآثار علم دقيق ومتخصص، ولا مجال فيه للاجتهاد أو التجريب غير العلمي، وإلا تحول إلى أداة خطرة تهدد بقاء تراثنا». وأضاف في تغريدات أخرى: «أعمال الترميم التي تمت في القصر تمثل نموذجاً لا يمثل الحد الأدنى من مواصفات الترميم المعتمدة في المباني الطينية، فإضافة لياسة أسمنتية تغطي واجهات الجدران تعني تلفاً خطيراً وحتمياً للمبنى». ورجح الدكتور الحسين، أن من بين أسباب انهيار قصر صاهود، ترميم أسطح واجهاته الخارجية والتي أخفت العيوب، بوضع طبقة تجميل للوجه، في حين لم يعالج الترميم الإصابات الداخلية التي نخرت جسم القصر. وقال الدكتور الحسين ل«عكاظ» إن المباني التاريخية تمر بمراحل الشباب والشيخوخة وترميمها عملية حساسة للغاية، ومن وجهة نظره فإن ترميم مبنى القصر كان بحاجة إلى إجراء عمليتين رئيستين: الأولى: تشخيص حالة تدهور القصر، بهدف التعرف على الضغوط البيئية، المسببة في انهياره، وهي ضغوط تنتج عن تأثير عامل الزمن بتقادم العمر، وتأثير عوامل أخرى منها العوامل المناخية، وعدم كفاءة الصرف الصحي، وهي عوامل مجتمعة تترك تأثيراً خطيراً ينتج عنها تفكك تربة أرضية القصر، وظهور شروخ وتآكل المواد الإنشائية، وضعف بنية مواد بنائه وتدعيم جدرانه، ويتطلب ذلك إجراء مجموعة من الاختبارات لدراسة درجة تماسك تربة أرضية القصر، ومدى تأثر أساساته بالمياه الجوفية أو الصرف الصحي، واختبار الخواص الطبيعية لمواد البناء، والسلوك العام لهيكل مبنى القصر ضد القوى الضاغطة على عناصره المعمارية. والثانية طبقاً للدكتور الحسين، وضع خطة علاجية متكاملة، بواسطة فريق استشاري مختص في إدارة عمليات الترميم، مع ضرورة الحفاظ على أصالة مبنى القصر، وعدم التعديل على عناصره المعمارية، واستخدام مواد البناء الأصلية نفسها، والحفاظ على نسب معالجتها وطريقة خلطها التقليدية، كما تتطلب الخطة العلاجية زيادة نطاق ارتداد المساحة التي تفصل بين القصر والطريق العام، وتخفيف ضغط حركة مرور السيارات، أو تحويله إلى طريق مشاة. يتميز القصر بوجود ممرات بالجهات الأربع منه أعلى الأسوار للدفاع عنه. (تصوير: عبدالله السلمان) عن القصر يرجح أن يكون بناؤه خلال الفترة الأولى من حكم بني خالد في أواخر القرن ال«11» الهجري، حيث كانت المبرز في ذلك الحين قد أصبحت عاصمة لإقليم الأحساء. - بني بشكل مستطيل بطول (119.54م)-غرب شرق، وعرض (81.41م)- شمال -جنوب-، وارتفاع (8.75م)، يتوسط الواجهة الغربية المدخل الرئيسي. - يتميز القصر بوجود ممرات بالجهات الأربع منه أعلى الأسوار للدفاع عنه. - يضم مجموعة من الغرف ومسجداً ودورة مياه وبئراً ومروشاً وحوضاً للسقيا يرتبط بالمروش من خلال مجرى وسرداب له فتحتان واحدة غربية وأخرى شرقية. - يقع على ربوة عالية من ضواحي مدينة المبرز.