وسط حالة من المراوحة تعيشها الساحة اللبنانية، لا بد من مواجهتها بأي صدمة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإما يخرج لبنان إلى الحل أو إلى الانهيار، تتجه الأنظار إلى الإليزيه، بانتظار نتائج اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وعلى ضوئه سيتبين في الساعات القليلة القادمة الخيط الأبيض من الخيط الأسود حول مصير المبادرة الفرنسية، وأجندة زيارة ماكرون الثالثة إلى بيروت مطلع ديسمبر. التقرير الذي وضعه الموفد باتريك دوريل بعد جولته على المسؤولين اللبنانيين يشير وفقا لدبلوماسي غربي إلى إحباطه بعدما فشل في تحديد الأسباب والأعطال التي حالت دون تشكيل الحكومة، رغم إحداثه حفرة في جبل الجليد الذي يحول دون لقاء جبران باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري، من خلال اتصال جرى بين الرجلين لكنه سيبقى يتيما وفقا لمصادر لبنانية ولن تكون هناك اتصالات أخرى بينهما، خصوصا أنه بعد الاتصال سُرب عن باسيل أنه بات أكثر إصرارا من ذي قبل على عدم أحقية الحريري بتسمية الوزراء المسيحيين استنادا إلى وحدة المعايير ورفضا لأي استقواء بالعقوبات الأمريكية عليه. وما سرب عن الحريري أنه رفع سقف شروطه على باسيل لأنه بات يراهن على العقوبات من جهة، كما يخشى أن تطاله أو تطال مقربين منه من جهة ثانية. الفرنسيون، وفقا للمصادر الدبلوماسية، بصدد مراجعة شاملة للملف اللبناني لتحديد ما إذا كان بالإمكان إعادة إحياء مبادرتهم بعدما اصطدمت بحائط مسدود، وكيف يمكن تخطي رفض الأطراف تقديم تنازلات ضرورية للاستمرار بها، وكيف يمكن الضغط عليهم وبأي وسائل سياسية أو عقابية؟ وأضافت المصادر أن الاتجاه العام في باريس وفي حال بقي الوضع على حاله ولم يحصل تجاوب لبناني مع الإنذار الفرنسي الأخير الذي سلمه دوريل شفهيا، اذا لم يُصر إلى تشكيل حكومة في غضون 10 أيام، ستجري إعادة النظر بالخطط والخطوات المعدة للبنان، وبالتالي إلغاء مؤتمر الدعم الاقتصادي المشروط بوجود حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات، وإلغاء زيارة ماكرون. داخليا، واصلت أجواء بيت الوسط وقصر الشعب (بعبدا) بث الإشارات الإيجابية بأن الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري سيلتقيان خلال ساعات. ومن المتوقع وفقا للتسريبات الإيجابية، فإن الحريري سيقدم صيغة جديدة من 18 وزيرا من دون مداورة في الحقائب، مع مراعاة أن يكون وزراء الحقائب المتعلقة بمؤتمر سيدر ليست عليهم أية شبهة فساد أو ارتباط سياسي.