أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من باريس، أن «فرنسا أثبتت مرة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة، وهي تثبت تعلّقها بلبنان واستقراره». وشكر الحريري عبر بيان مقتضب تلاه باللغة الفرنسية من أمام قصر الإليزيه «الرئيس إيمانويل ماكرون على دعمه». وقال: «أظهر تجاهي صداقة خالصة، وهذا ما لن أنساه أبداً. أكرر شكري للرئيس ماكرون ولفرنسا». وفي ما «يخص الوضع السياسي في لبنان»، وفق قوله، أكد «أنني سأكون في بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، وسأشارك في الاحتفال بعيد استقلالنا. وهناك سأعلن موقفي من كل الأمور، بعد أن أكون التقيت رئيس جمهوريتنا العماد ميشال عون». وكان الحريري وصل إلى مطار لو بورجيه في باريس صباح أمس، ومنه توجَّه إلى منزله الذي أُحيط بحراسة أمنية فرنسية مشددة. ولقي انتقاله إلى فرنسا ولقاؤه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغطية إعلامية استثنائية. ففتحت محطات التلفزة المحلية والأجنبية بثاً مباشراً من باريس لنقل تفاصيل دخوله إلى منزله ثم انتقاله إلى قصر الإليزيه. ونقلت محطات التلفزة التي بقي مراسلوها بعيدين من مدخل المنزل صوراً سريعة لدخوله ومرافقيه. وقد دخلت أولاً السيدة لارا العظم وتبعها الحريري ثم توالى دخول المرافقين والمستقبلين. ثم خرج الحريري منه بعد 4 ساعات متوجهاً إلى قصر الإليزيه الذي وصله عند الواحدة ظهراً للقاء الرئيس الفرنسي ماكرون. ولدى وصوله إلى الباحة الخارجية لقصر الإليزيه برفقة مرافقه الشخصي عبد العرب استقبله ماكرون بحرارة لافتة عند درج القصر وصافحه وربّت على كتفيه قبل أن يحييا الإعلاميين. وبعد أن أدَّت له التحية ثلة من حرس الشرف في الرئاسة الفرنسية وتم التقاط الصور التذكارية، دخلا وعقدت خلوة بينهما. وبعدذاك وصلت زوجة الرئيس الحريري لارا ونجله البكر حسام، وكان في استقبالهما الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت والحريري عند مدخل القصر. وأقام الرئيس ماكرون مأدبة غداء تكريمية على شرف الرئيس الحريري وعائلته. ونشر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فيديو له ممسكاً بيد الحريري خلال استقباله له في الإليزيه، وعلّق عليه بالعربية، قائلاً: «أهلاً وسهلاً» ثم بالفرنسية. ولدى مغادرته، تحدث الحريري إلى الصحافيين بالفرنسية ثم بالعربية، فقال: «أرى أن فرنسا تلعب دائماً دوراً إيجابياً جداً في المنطقة، بخاصة أن العلاقات اللبنانية الفرنسية التي هي علاقات تاريخية، وهو ما يهمنا أن ندعمه دائماً». وأضاف: «سأحضر عيد الاستقلال في لبنان، وسأطلق كل مواقفي السياسية من لبنان وبعد لقائي رئيس الجمهورية. أنتم تعلمون أني قدمت استقالتي، وفي لبنان نتحدث إن شاء الله في هذا الموضوع». ولدى خروج الحريري من قصر الإليزيه، غرد قائلاً بالفرنسية: «شكراً السيد الرئيس. شكراً فرنسا». وكان الحريري غرّد عبر «تويتر» وهو في طريقه إلى المطار لمغادرة الرياض باتجاه العاصمة الفرنسية، باللغة الإنكليزية، قائلاً: «القول إنني محتجز في السعودية وغير مسموح أن أغادر البلاد كذبة، وأنا في طريقي إلى المطار سيّد سيغمار غبريال». الحريري يبلغ عون مشاركته في احتفال الاستقلال أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري سلسلة اتصالات من العاصمة الفرنسية، لدى وصوله إليها من الرياض مع زوجته لارا، بقيادات سياسية وروحية، بدأها برئيس الجمهورية ميشال عون فرئيس المجلس النيابي نبيه برّي فمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وعرض معهم الأوضاع العامة والتطورات، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري. وأكد الحريري لدريان «محبته وتقديره لمكانته الدينية والوطنية في وحدة اللبنانيين». وتلقى الحريري اتصالات من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، ورئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» الوزير طلال إرسلان. وأبلغ الحريري، وفق بيان المكتب الإعلامي للرئاسة، أنه «سيحضر إلى لبنان للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال، لا سيما العرض العسكري الذي سيقام للمناسبة الأربعاء المقبل». فيما أبلغ الرئيس برّي أنه «سيعود إلى لبنان قبل عيد الاستقلال، وأنه سيشارك إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس في الاحتفال بالعيد». وقال جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: «بعد وصوله إلى باريس، اتصلت بالشيخ سعد الحريري مطمئناً، وتمنيت له كل التوفيق والنجاح والصحة، وإن شاء الله قريباً نراه في لبنان». وكان جنبلاط غرّد قائلاً: «نتيجة هذه الأزمة الجديدة والتي هي في بدايتها فقط، أليس من الأفضل إلغاء احتفال الاستقلال والاكتفاء بعرض رمزي في اليرزة تحيةً لجيشنا الباسل؟». وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس «حزب القوات»، أن جعجع اتصل «بالرئيس سعد الحريري بعد ظهر أمس وبادره بالقول: كانا أسبوعين طويلين جداً». فأجاب الحريري: «إيه والله». ثم قال جعجع: «اشتقنا إليك نحن بانتظارك حتى نكمل المسيرة سوية». فردَّ الحريري: «من كل بد متل العادي وإن شاء الله في اليومين المقبلين أكون في بيروت». وغرّد وزير الإعلام ملحم الرياشي قائلاً: «برسم كل «المحبين»: كان الاتصال بين سمير جعجع وسعد الحريري ممتازاً» وغرد إرسلان عبر «تويتر»، وكتب: «أجريت اتصالاً بالرئيس الحريري بعد وصوله إلى باريس، وبعد الاطمئنان إلى صحته تمنيت عليه عدم الإطالة بالعودة إلى لبنان». باسيل للحريري: ننتظرك لنحتفل معاً أكد رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «الاستقلال يتحصن بوحدة اللبنانيين. ننتظرك سعد الحريري لنحتفل معاً». وكان باسيل أكد في احتفال أن «لا عيد استقلال في لبنان وكرسي رئيس الحكومة شاغر، فكل لبنان الرسمي تصبح كراسيه شاغرة في حال شغور كرسي رئيس الحكومة، إما أن نعيد كلنا مع رئيس حكومتنا في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) أو كلنا في الشوارع بعيد استقلال شعبي، هذا هو معنى الاستقلال في لبنان». وقال: «أساسنا هو التيار وأساس لبنان هو في بعبدا ونحن قبل كل شيء لبنانيون أينما كنا، وحدتنا سمحت بأن نقوم بواجباتنا في العالم ونتكلم باسم الجميع لأن الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله والوزير طلال إرسلان، جميع اللبنانيين وقفوا موحدين من أجل لبنان، أنا أحمل فرحاً كبيراً لجميع اللبنانيين لأنكم أثبتم أنكم لستم فقط تياراً بل أمل وحزب الله والتقدمي الاشتراكي واللبناني الديموقراطي وكل لبناني يحب هذا البلد ويعمل لأجله». وأضاف: «مرة جديدة نفرح بحرية لبنان وسيادته واستقلاله، وفرحتنا هذه المرة أكثر من العام 2005 لأنها تجمع كل اللبنانيين موحدين. الكل اليوم منتصر، ويشعر بأن المعركة معركته، وهنا تكمن أهمية الأزمة الكبيرة التي حصلت، قلنا هذا الشيء من أمام دار الفتوى دار جميع اللبنانيين، الذين يشعرون أن كرامتهم تمس إذا مست سيادة لبنان. هناك مفهوم واحد للسيادة، ورئيس حكومتنا هو عنوان سيادتنا اليوم هو ليس رئيس تيار المستقبل هو اليوم رئيس التيار الوطني وحركة أمل وحزب الله والتقدمي الاشتراكي واللبناني الديموقراطي، وكل حزب وتيار لبناني لأنه رئيس حكومة كل لبنان وجميع اللبنانيين»، ولفت إلى أن «فرنسا عادت لتلعب دورها كحامية للبنان، وللحقوق والمبادئ والحريات في العالم، وعلى هذا رئيسها اليوم يتحرك»، وقال: «اللحظة اليوم تتطلب الكثير من الهدوء لأن جزءاً كبيراً من مستقبلنا يرسم اليوم وخيارنا واحد أمام المفترق الذي وضعنا أمامه، ومسؤولية التيار الأولى هي وحدة لبنان واللبنانيين واستقلال لبنان وسيادته، وعلى هذا الأساس يتصرف ونعرف جيداً ماذا يحضر وسيحضر بالسياسة والمال والاقتصاد والعسكر والأمن وكما تحملنا اليوم سنفرح غداً أكثر لأن لبنان يملك الكثير من عناصر القوة، وما لدينا ليس قصراً على جبل بل جبل في قصر بعبدا ومقاومة تدافع عن لبنان ولا تؤذي أحداً. لدينا مصرف لبنان يدافع عن الليرة ولا يتاجر بها ولدينا أمل وحركة أمل ولدينا دروز لبنان وقلبهم لجبل لبنان. استقرار لبنان ووحدته مسؤوليتنا كما استقلاله، لأن المستهدف اليوم هو وحدتنا وذكرى الاستقلال الأسبوع المقبل لها معنى مختلف، نعيش اليوم حقيقة الاستقلال لذلك 8 و14 تساوي 22 وفي 22 سنكون سوية من أجل لبنان». سلطان: كنا بحاجة إلى صدمة إيجابية وأكد توفيق سلطان في تصريح، أن «لبنان أثبت أنه عصي على الفتنة، وأنه ربح في وحدته الوطنية»، آملاً بأن «تؤمن عودة الرئيس سعد الحريري الاستقرار للبلد». وقال: «إذا جمعنا 8 مع 14 يساوي 22 تشرين الثاني، وبوصول الرئيس الحريري إلى فرنسا خرج لبنان من غرفة العناية الفائقة، وهو اليوم في فترة نقاهة، ونأمل بأن تستكمل بظهور رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة على منصة الاحتفال بعيد الاستقلال». وأضاف: «كنا بحاجة إلى صدمة إيجابية لتعود الأمور إلى نصابها، المهم أن لبنان ربح بوحدته، إلا من بعض أصوات النشاز التي لا تجد لها مساحة إلا بوجود الصراعات واستحضار القضايا الخلافية».