كان الثلاثاء يوماً في أمريكا الصوت الأعلى فيه للناخبين، وتنقلهم إلى مراكز الاقتراع، في الانتخابات الرئاسية. وخفت صوت فايورس كورونا الجديد وسط تلك الجَلَبَة. لكن ذلك لا يمنع القول إنه كان يروّع الولاياتالمتحدة، وهي تعكف على اختيار رئيسها ال46. فقد ارتفع العدد التراكمي للإصابات هناك أمس إلى 6.69، فيما ارتفع عدد الوفيات بوباء كوفيد-19 إلى 238.656 وفاة. ولم يكن الفايروس يتصرف في أمريكا بمعزل عن نشاطه في أرجاء العالم. فقد واصل تسارعه لإلحاق الأذى بمزيد من البشر، ليرتفع عدد المصابين به أمس إلى 47.99 مليون.. وينذر ذلك بأنه سيتجاوز في غضون الساعات المقبلة 48 مليوناً. كما ارتفع عدد وفياته عالمياً إلى 1.22 مليون. ولم تشهد مراكز الدول الخمس الأشد تضرراً من الأزمة الصحية تغييراً أمس. فقد حافظت الهند على مركزها الثاني عالمياً، ب8.31 مليون إصابة، و123.650 وفاة. كما حافظت البرازيل على المركز الثالث، ب5.57 مليون إصابة، و160.548 وفاة. وبقيت روسيا في المركز الرابع بنحو 1.7 مليون إصابة، بعدما أعلنت الثلاثاء تسجيل 18.846 حالة جديدة، وهو اليوم الثالث على التوالي الذي يفوق فيه عدد الإصابات الجديدة 18 ألفاً. وكان أكبر عدد خلال الربيع الماضي لا يتجاوز 11 ألفاً. ولا تزال فرنسا تحتل المرتبة الخامسة عالمياً، بعدما تجاوز عدد مصابيها بالوباء 1.5 مليون نسمة أمس. ومع استغراق الأمريكيين في انتخاب رئيسهم الجديد؛ تفاقم البؤس الذي تعيشه القارة الأوروبية، جراء تسارع تفشي فايروس كورونا الجديد. ودافع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون أمام أعضاء مجلس العموم (البرلمان) أمس الأربعاء عن قراره إغلاق البلاد اعتباراً من الساعة الأولى من فجر اليوم (الخميس). ونجح في تمرير قراره، على رغم تعاظم تمرد عدد من نواب حزب المحافظين الحاكم، الذين طالبوا بتعديلات تصب في مصلحة قطاعات الأعمال والاقتصاد. وأعلنت الحكومة في لندن الليل قبل الماضي أنها قررت فحص جميع سكان مدينة ليفربول، مسقط رأس أعضاء فرقة «البيتلز»، التي سحرت العالم بغنائها الشجي إبان ستينات القرن ال20. ويصل عدد سكان ليفربول إلى نحو 500 ألف شخص. وذكرت وزارة الصحة البريطانية أمس أن من شأن الفحص المذكور أن يكشف المصابين الذين لم تظهر عليهم أي أعراض للوباء، وبذلك سيمكن منعهم من إفشاء عدوى الفايروس في الآخرين. وتعد ليفربول المدينة الأشد نكبة بالفايروس، إذ بلغ معدل الإصابة فيها نحو 410 أشخاص من بين كل 100 ألف من السكان، مقارنة ب225 شخصاً من كل 100 ألف شخص بالنسبة الى بقية أرجاء بريطانيا. وتأمل السلطات البريطانية بأن يكون الاختبار بهذه الطريقة أحد أقوى الأسلحة لدحر الفايروس. وسيبدأ فحص سكان ليفربول قبيل نهاية الأسبوع الحالي. وتصدر نتيجة الاختبار خلال نحو نصف ساعة، أو أقل. وسيتم إخضاع جميع السكان للاختبار، حتى من لا يعانون أي أعراض للوباء. وقال عمدة ليفربول جو أندرسون إن برنامج الفحص قد يستغرق 6- 8 أسابيع. وزجت السلطات البريطانية ب2000 جندي من الجيش البريطاني لتنفيذ هذا البرنامج غير المسبوق في الجزر البريطانية. وعلى مقربة من بريطانيا، قررت ألمانيا تعميم الفحوص على أوسع نطاق ممكن، حتى يمكن السماح للأبناء والأقارب بزيارة أعزائهم في دور العجزة، ومآوي المسنين. وكانت معظم الحكومات الغربية منعت خلال الربيع الماضي الأبناء والأقرباء من زيارة دور المسنين. وقالت مسؤولة صحية ألمانية إنه لا توجد حتى الآن وسيلة صحية بعينها لكشف مدى تفشي الفايروس، لكن هذه الفحوص ستساعد بدرجة كبيرة. وشبّهت ميلاني برينكمان الإرشادات الداعية إلى التباعد الجسدي، وارتداء قناع الوجه، وغسل اليدين، وتعميم الفحوص بقطعة الجبن السويسرية، «إذا أمسكت بها كقطعة فهي تحتوي عدداً من الثقوب. لكنها مجتمعة تعتبر قطعة واحدة متماسكة وصلبة». ويذكر أن ألمانيا لديها أكبر شريحة من المسنين في العالم، إذ يصل عدد من هم فوق سن ال60 إلى نحو 24 مليون نسمة، يعيش 900 ألف منهم في دور المسنين. كما أن عدد المعاقين في ألمانيا يقدر ب2.5 مليون نسمة. ويعني ذلك أن نحو 30% من سكان ألمانيا البالغ عددهم 83 مليوناً يعانون حالات تجعلهم معرضين لخطر الوفاة من أي عدوى. وأعلنت وزارة الصحة الألمانية أنها أكملت شراء 9 ملايين فحص خلال نوفمبر، و11.5 مليون فحص خلال ديسمبر.